المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سليمان عليه السلام 4



فتوح العربي
30-04-2010, 11:28 PM
سليمان عليه السلام 4
المفاجأة :
القصة عادة ما تبدأ من بدايتها ولكنني أري ان قصة سيدنا سليمان يجب ان تبدأ منذ وفاته عليه السلام وذلك لشرح جوانب القصة !!!!

....مثلما كانت حياة سليمان عليه السلام قمة في المجد الذي يمتلئ بالعجائب والخوارق.. كان موته آية من آيات الله تمتلئ بالعجائب والخوارق.. وهكذا جاء موته منسجما مع حياته، متسقا مع مجده، جاء نهاية فريدة لحياة فريدة وحافلة.
لقد قدر الله تعالى أن يكون موت سليمان عليه الصلاة والسلام بشكل ينسف فكرة معرفة الجن للغيب.. نعم ولكن!!!
تلك الفكرة التي فتن الناس بها فاستقرت في أذهان بعض البشر والجن..من جهة....
ومن الجهة الأخرى ينبئنا بشيء أخر فريد ..

كان الجن يعملون لسليمان طالما هو حي.. فلما مات انكسر تسخيرهم له، وأعفوا من تبعة العمل معه..
...نعم كان سليمان عليه السلام متكئا على عصاه يراقب الجن وهم يعملون. فمات وهو على وضعه متكئا على العصا.. ورآه الجن فظنوا أنه يصلي واستمروا في عملهم. ومرت أيام طويلة.. ثم جاءت دابة الأرض، وهي حشرة تأكل الخشب.. وبدأت تأكل عصا سليمان.. كانت جائعة فأكلت جزء من العصا.. استمرت الحشرة تأكل العصا أياما.. كانت تأكل الجزء الملامس للأرض، فلما ازداد ما أكلته منها اختلت العصا وسقطت من يد سليمان.. اختل بعدها توازن الجسد العظيم فهوى إلى الأرض.. ارتطم الجسد العظيم بالأرض...
وقد مات سليمان دون أن يعلم الجن، فظلوا يعملون له، وظلوا مسخرين لخدمته، ولو أنهم كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ

والسؤال الذي يبحث عن إجابة ...
أين حدث هذا ؟؟؟
هذا ما نود الوصول إليه!!!!

نقول وبالله التوفيق:
...نجد في القران الكريم أول هالة من نور الرحمن في قوله تعالي ..

(وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) ص

فما هو الجسد في القران الكريم ...

والجسد ورد ذكره في القران الكريم في أربع مواضع ..
1..وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (البقرة148)
2..فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (طه88)
3..وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (الانبياء8)
4..وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (ص34)

..... والسؤال .هل الجسد هو الجسم هو الروح هو النفس ؟؟؟؟
سؤال يجب ويحتم علينا الإجابة عليه !!!!
ونجد الإجابة في قوله تعالي...

" ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْع َ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ"
(السجدة9).
يقول الإمام ابن كثير..
{ ثُمَّ سَوَّاهُ } عدله بتكميل أعضائه في الرحم وتصويرها على ما ينبغي ، وأصل التسوية جعل الأجزاء متساوية ، و { ثُمَّ } للترتيب ألرتبي أو الذكري .
{ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } أضاف الروح إليه تعالى تشريفاً له كما في بيت الله تعالى وناقة الله تعالى وإشعاراً بأنه خلق عجيب وصنع بديع ، وقيل : إضافة لذلك إيماء إلى أن له شأنه له مناسبة ما إلى حضرة الربوبية .
ومن هنا قال أبو بكر الرازي : ما عرف نفسه فقد عرف ربه ، ونفخ الروح قيل : مجاز عن جعلها متعلقة بالبدن وهو أوفق بمذهب القائلين بتجرد الروح وأنها غير داخلة في البدن من الفلاسفة وبعض المتكلمين كحجة الإسلام الغزالي عليه الرحمة ، وقيل :
هو على حقيقته والمباشر له الملك الموكل على الرحم وإليه ذهب القائلون بأن الروح جسم لطيف كالهواء سار في البدن سريان ماء الورد في الورد والنار في الجمر ، وهو الذي تشهد له ظواهر الأخبار وأقام العلامة ابن القيم عليه نحو مائة دليل .
{ وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والابصار والافئدة } التفات إلى الخطاب لا يخفى موقع ذكره بعد نفخ الروح وتشريفه بخلعة الخطاب حين صلح للخطاب والجعل إبداعي واللام متعلقة به ، والتقديم على المفعول الصريح لما مر مراراً من الاهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر مع ما فيه من نوع طول يخل تقديمه بجزالة النظم الكريم ، وتقديم السمع لكثرة فوائده فإن أكثر أمور الدين لا تعلم إلا من جهته وأفرد لأنه في الأصل مصدر .
وقيل : للإيماء إلى أن مدركه نوع واحد وهو الصوت بخلاف البصر فإنه يدرك الضوء واللون والشكل والحركة والسكون وبخلاف الفؤاد فإنه يدرك مدركات الحواس بواسطتها وزيادة على ذلك أي خلق لمنفعتكم تلك المشاعر لتعرفوا أنها مع كونها في أنفسها نعماً جليلة لا يقتدر قدرها وسائل إلى التمتع بسائر النعم الدينية والدنيوية الفائضة عليكم وتشكروها بأن تصرفوا كلاً منها إلى ما خلق هو له فتدركوا بسمعكم الآيات التنزيلية الناطقة بالتوحيد والبعث وبأبصاركم الآيات التكوينية الشاهدة بهما وتستدلوا بأفئدتكم على حقيقتها ، وقوله تعالى : { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } بيان لكفرهم بتلك النعم بطريق الاعتراض والقلة بمعنى النفي كما ينبآ عنه ما بعده .
ونصب الوصف على أنه صفة لمحذوف وقع معمولاً لتشكرون أي شكراً قليلاً تشكرون أو زماناً قليلاً تشكرون .
واستظهر الخفاجي عليه الرحمة كون الجملة حالية لا اعتراضية .

وهذا يبين ويفسر لنا مغزى كلمة الجسد في القران الكريم بأن الجسد هو البدن بغير روح كما حدث لفرعون موسي بعد الغرق في قوله تعالي...
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (يونس92)

......إما الجسم فقد ورد في القرآن في موضع واحد, في قوله تعالى :
" قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" ( البقرة 247)

...لذلك نجد أن سر الحياة ليست بالجسد وإنما بالروح كما قال تعالي ..
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" (الاسراء85).

....الحقيقة الواضحة أن هناك فرق بين النفس والروح _التي بمعنى سر الحياة_ وإن جاءت النفس بمعنى الروح فلكونها من الألفاظ المشتركة.
والمدقق في الآيات القرآنية التي تذكر التوفي أو انتهاء الآجل أو غيرها من الألفاظ الدالة على الموت قرنته بالنفس ..

كقوله تعالى:"كل نفسٍ ذائقة الموت",ويقول الحي الباقي:" اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها",ويقول سبحانه:" ." وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ",ولم يذكر اللهُ في القرآن الموت مقرونًا بالروح .
وهذا يدل على النفس لا تطلق على الجسد إلا بوجود الروح...
أي أن النفس هي عبارة عن الروح والجسد معًا..
,ويمكن أن تطلق النفس ويراد بها الروح ,ولكن لا تطلق الروح (مجردة) حيث يراد بها النفس ,لأن الروح وهي سر الحياة لا يدرك كنهها وماهيتها إلا الله عز وجل...
والله تعالي أعلي وأعلم..

والراجح عندي في معنى الجسد في هذه الآية أنه قد ألقي الله جسد فقط بدون روح شبيها له (أي شبيه بسيدنا سليمان)وهذا ما شاهده بني إسرائيل....
تماما كما حدث لكلمة الله وروحه عيسي بن مريم عليه السلام...

وهذا القول هو الأليق بمقام النبوة لنبي الله فلا يمكن أن ننظر إلى .التفصيلات في هذه القصة التي يذكرها المفسرون من الإسرائيليات التي لا تقبل بحال والله تعالى أعلم.


وقوله تعالى : « ثم أناب »

قال ابن كثير - رحمه الله - أي: رجع إلى ملكه وسلطانه وأبهته.
وأنا أري أن يكون الأولى أن يكون معناه أي :
رجع إلى ربه وآب إليه ؛ لأن الإنابة - كما عرفها الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله :
هي الإسراع إلى مرضاة الله مع الرجوع إليه في كل وقت وإخلاص العمل له.
مدا رج السالكين (1/467)

ومن هنا يتبين لنا حقيقة هامة جدا وهي صحة ما جاء بالتوراة من موته عليه السلام ودفنه حسب ما شاهدوه بأعينهم وهنا انتهت حياته مع بني إسرائيل ...


ولتبدأ حياة جديدة لسليمان عليه السلام مع القران الكريم كيف ؟؟؟؟


تنزيه سليمان عن الفتنة :

: فإن قيل : فما معنى قوله تعالى :
( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ )
مما قد روي في تفسير هذه الآية أن جنيا كان اسمه صخرا تمثل على صورته وجلس على سريره ، وأنه أخذ خاتمه الذي فيه النبوة فألقاه في البحر ، فذهبت نبوته وأنكره قومه حتى عاد إليه من بطن السمكة .
نقول إننا نري :
إن كل مروي في تفسير الآية من الإسرائيليات في هذه الآية ليس من الصعب على عاقل بطلانه ، وأن مثله لا يجوز على الأنبياء عليهم السلام ، وأن النبوة لا تكون في خاتم ولا يسلبها ألنبوه ، وأن الله تعالى لا يمكن الجني من التمثيل بصورة النبي ولا غير ذلك مما افتروا به على نبي الله سليمان ..

وكثيرا من اهل الاختصاص أقروا بذلك.
وإنما الكلام على ما يقتضيه ظاهر القرآن غير انه افتتن بفتنة يعلمها الله وحده وذلك كحكمته لسيدنا ادم عليه السلام . عندما اقترف المعصية التي عُصي بها الله سبحانه وتعالى من آدم - عليه السلام لم تكُن عناداً ، وإنما كانت ضعفاً ونسياناً كما قال تعالى :
(ولَقَدْ عَهِدْنَا إلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) طه 115
إن آدم عليه السلام لم يصر عليها ولم يحتجّ بها بل سارع إلى الفرار منها والاعتذار عنها... قال تعالي
(ونَادَاهُمَا رَبّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشّجَرَةِ وأَقُل لّكُمَا إنّ الشّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوّ مّبِينٌ . قَالا رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وإن لّمْ تَغْفِرْ لَنَا وتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنّ مِنَ الخَاسِرِي) الأعراف:22-23 .
فلما اعترف آدم وزوجته بالخطيئة وسارعا إلى التوبة والإنابة ، فإن الله سبحانه قبِل عذره ...
وكذلك لنبي الله سليمان في الظاهر من أن جسدا القي على كرسيه نقول أيضا لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالي ...
ولقد جاءت في سياق القرآن بعد الفتنة له وهي الاختبار والامتحان ، مثل قوله تعالى :
( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) العنكبوت1.3
والكلام في ذلك الجسد ما هو إنما يرجع فيه إلى الرواية الصحيحة التي لا تقتضي إضافة قبيح إليه ، وقد قيل في ذلك سلفا....


...وبعد أن غفر له ربه قال سليمان عليه السلام ..
( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) ( 35 )

وقول الإمام الرازي فيها..
فإن قيل قوله عليه السلام : { مُلْكاً لاَّ يَنبَغِى لأَحَدٍ مّن بَعْدِى } مشعر بالحسد ، والجواب عنه أن القائلين بأن الشيطان استولى على مملكته قالوا معنى قوله لا ينبغي لأحد من بعدي ، هو أن يعطيه الله ملكاً لا تقدر الشياطين أن يقوموا مقامه البتة ، فأما المنكرون لذلك فقد أجابوا عنه من وجوه الأول :
أن الملك هو القدرة فكان المراد أقدرني على أشياء لا يقدر عليها غيري البتة ، ليصير اقتداري عليها معجزة تدل على صحة نبوتي ورسالتي . والدليل على صحة هذا الكلام أنه تعالى قال
: { فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ } فكون الريح جارياً بأمره قدرة عجيبة وملك عجيب ، ولا شك أنه معجزة دالة على نبوته فكان قوله:
{ هَبْ لِى مُلْكاً لاَّ يَنبَغِى لأَحَدٍ مّن بَعْدِى } هو هذا المعنى لأن شرط المعجزة أن لا يقدر غيره على معارضتها ، فقوله : { لاَّ يَنبَغِى لأَحَدٍ مّن بَعْدِى } يعني لا يقدر أحد على معارضته..
والوجه الثاني :
في الجواب أنه عليه السلام لما مرض ثم عاد إلى الصحة عرف أن خيرات الدنيا صائرة إلى الغير بإرث أو بسبب آخر ، فسأل ربه ملكاً لا يمكن أن ينتقل منه إلى غيره ، وذلك الذي سأله بقوله : { مُلْكاً لاَّ يَنبَغِى لأَحَدٍ مّن بَعْدِى } أي ملكاً لا يمكن أن ينتقل عني إلى غيري
والوجه الثالث :
في الجواب أن الاحتراز عن طيبات الدنيا مع القدرة عليها أشق من الاحتراز عنها حال عدم القدرة عليها ، فكأنه قال : يا إلهي أعطني مملكة فائقة على ممالك البشر بالكلية ، حتى أحترز عنها مع القدرة عليها ليصير ثوابي أكمل وأفضل ..
الوجه الرابع :
من الناس من يقول إن الاحتراز عن لذات الدنيا عسر صعب ، لأن هذه اللذات حاضرة وسعادات الآخرة نسيئة ، والنقد يصعب بيعه بالنسيئة ، فقال سليمان أعطني يا رب مملكة تكون أعظم الممالك الممكنة للبشر ، حتى أني أبقى مع تلك القدرة الكاملة في غاية الاحتراز عنها ليظهر للخلق أن حصول الدنيا لا يمنع من خدمة المولى..
الوجه الخامس :
أن من لم يقدر على الدنيا يبقى ملتفت القلب إليها فيظن أن فيها سعادات عظيمة وخيرات نافعة ، فقال سليمان يا رب العزة أعطني أعظم الممالك حتى يقف الناس على كمال حالها ، فحينئذ يظهر للعقل أنه ليس فيها فائدة وحينئذ يعرض القلب عنها ولا يلتفت إليها ، وأشتغل بالعبودية ساكن النفس غير مشغول القلب بعلائق الدنيا ، ثم قال : { فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ } رخاء أي رخوة لينة وهي من الرخاوة والريح إذا كانت لينة لا تزعزع ولا تمتنع عليه كانت طيبة ، فإن قيل أليس أنه تعالى قال في آية أخرى { ولسليمان الريح عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرِهِ }
قلنا الجواب من وجهين الأول :
لا منافاة بين الآيتين فإن المراد أن تلك الريح كانت في قوة الرياح العاصفة إلا أنها لما جرت بأمره كانت لذيذة طيبة فكانت رخاء والوجه الثاني :
من الجواب أن تلك الريح كانت لينة مرة وعاصفة أخرى ولا منافاة بين الأمرين وقوله تعالى : { حَيْثُ أَصَابَ } أي قصد وأراد ، وحكى الأصمعي عن العرب أنهم يقولون أصاب الصواب فأخطأ الجواب .

أما التوراة فتذكرها كما يلي في سفر الملوك الاول...
10«.فحَسُنَ في عينَي الرّبِّ طَلَبُ سُليمانَ، 11فقالَ لَه: «لأنَّكَ طَلَبتَ هذا ولم تطلُبْ لكَ طُولَ العُمرِ والغِنى، ولا موتَ أعدائِكَ، بلِ القُدرَةَ على تمييزِ ما هوَ حَقًّ، 12فأنا أُلبِّي طلَبَكَ، فأُعطيكَ عقلاً حكيمًا راجحًا لم يكُنْ مِثلُهُ لأحدٍ قَبلَكَ ولا يكونُ مِثلُهُ لأحدٍ بَعدَكَ».

والتوراة لا تخفي علينا انه كانت هناك أشياء لا يعلمون عنها شيئا في حياة سيدنا سليمان فتقول...
«وتكلم (سليمان) بثلاثة آلاف مثَل، وكانت نشائده ألفاً وخمساً. وتكلم عن الأشجار من الأرزالذي في لبنان إلى الزوفا النابت في الحائط. وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك. وكانوا يأتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الأرض الذين سمعوا بحكمته». الملوك الأول 4: 32-34


والسؤال ..ما سؤاله عليه السلام؟؟

..لقد
..ثبت يقينا أن الأنبياء عليهم السلام جميعا لا يسألون إلا ما يؤذن لهم في مسألته ، لا سيما إذا كانت المسألة ظاهرة يعرفها قومهم .
إذا من الحتمي أن يكون الله تعالى أعلم سليمان بأشياء لا يحتمل لبشر عملها ..أو إن هنالك سرا لا ينبغي لبشر أن يعرفه.
ولذلك سأل ملكا لا يكون لغيره وهنا نجد ما يؤيد ما ذهبنا إليه..
فنجد ..
أ.. {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ}
ب.. {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ}

واشترط عليه ربه .. {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

ورأي آخر :
وهو أن يكون عليه السلام إنما التمس أن يكون ملكه آية لنبوته ليتبين بها عن غيره ممن ليس نبيا في وقت ما يعلمه الله.
والسؤال الذي يبحث عن اجابة هو ..


أين قبر سليمان عليه السلام في القرآن الكريم ؟؟ ولماذا ؟؟؟



هذا ما سنعرفه الحلقة القادمة

ahmed love
01-05-2010, 11:45 AM
شكرا يا استاذ فتوح

اميرة حبى انا
01-05-2010, 01:19 PM
انا فى انتظار الحلقة القادمة
ارجو ان تضيفها لنا سريعا
وبشكر حضرتك جدا على المجهود الكبير

م. صبري النجار
01-05-2010, 02:52 PM
المفاجأة :


القصة عادة ما تبدأ من بدايتها ولكنني أري ان قصة سيدنا سليمان يجب ان تبدأ منذ وفاته عليه السلام وذلك لشرح جوانب القصة !!!!




هل نسمي ذلك الاسترجاع الصوّري (flash back)








والراجح عندي في معنى الجسد في هذه الآية أنه قد ألقي الله جسد فقط بدون روح شبيها له (أي شبيه بسيدنا سليمان)وهذا ما شاهده بني إسرائيل....تماما كما حدث لكلمة الله وروحه عيسي بن مريم عليه السلام...شكراً على الاجتهاد، ولكن هذا يحتاج إلى دليل ، لأن التشبيه لبني إسرائيل بعد رفع سيدنا عيسى ورد صريحاً ، أما موت سيدنا سليمان فقد ذكرت سيادتكم قول الله عز وجل: دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ. ولم يقل عز وجل تأكل منسأة من شبه لهم !! والله أعلم.







إن كل مروي في تفسير الآية من الإسرائيليات في هذه الآية ليس من الصعب على عاقل بطلانه ، وأن مثله لا يجوز على الأنبياء عليهم السلام ، وأن النبوة لا تكون في خاتم ولا يسلبها ألنبوه ، وأن الله تعالى لا يمكن الجني من التمثيل بصورة النبي ولا غير ذلك مما افتروا به على نبي الله سليمان ..


أليس من اللافت للنظر، أن المسلمين يؤمنون بأنبياء بني إسرائيل ، بل ويوقرونهم وينزهونهم لأننا نعتقد بعصمة الأنبياء، في حين يتهمهم اليهود بشرب الخمر وبالفحشاء وبزنا المحارم - والعياذ بالله - فقد جاءتْ بسفر التكوين (19: 30 – 38):
"وخاف لوط أن يسكنَ في صوغر، فصعد الجبل، وأقام بالمغارة هو وابنتاه، فقالتِ الكبرى للصغرى: شاخ أبونا وما في الأرْض رجلٌ يتزوَّجنا على عادة أهل الأرض كلهم، تعالي نَسْقي أبانا خمرًا ونضاجعه، ونقيم من أبينا نسلاً، فسقتَا أباهما خمرًا تلك الليلة، وجاءتِ الكبرى وضاجعتْ أباها وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها، وفي الغد قالتِ الكبرى للصغرى: ضاجعتُ البارحة أبي، فلنسقه خمرًا الليلة أيضًا، وضاجعيه أنت لكي نقيمَ من أبينا نسلاً، فسقتَا أباهما خمرًا تلك الليلة أيضًا، وقامت الصغرى وضاجعتْه وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها، فحملت ابنتَا لوط مِن أبيهما، فحملت الكبرى ابنًا وسمته مؤاب، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم، والصغرى أيضًا ولدت ابنًا وسمتْه بن عمي، وهو أبو بني عمون إلى اليوم".
---------------------------------- إنتهى كلام سفر التكوين ---------------------------------------
روابط مهمة:
مؤاب Moab (http://en.wikipedia.org/wiki/Moab)
العمونيون أو مملكة عمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D9%88%D9%86)
من المعروف أن مدينة عمان تستقي اسمها من عمون, عاصمة العمونيين, التي كانت تسمى ربة عمون (http://ammancity100.gov.jo/****************************/news-and-media/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%B9%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84)

فتوح العربي
01-05-2010, 05:16 PM
شكرا يا استاذ فتوح
شكرا علي مروركم
ولكن في انتظار نقدكم واستفساراتكم
ففي ذلك منفعة للدنيا والدين معا وشكراااااا

فتوح العربي
01-05-2010, 05:19 PM
انا فى انتظار الحلقة القادمة
ارجو ان تضيفها لنا سريعا
وبشكر حضرتك جدا على المجهود الكبير



الاستاذة الفاضلة
اميرة حبي انا
والله اضيفت اول حلقة
والمفاجأت قادمة انشاء الله وشكرا جزيلا
عي ودكم وتواصلكم فأرجو المزيد من النقد لما اكتبه
حتي اكون جديرا بردكم وثناؤكم لشخصي المتواضع

فتوح العربي
01-05-2010, 05:48 PM
هل نسمي ذلك الاسترجاع الصوّري (flash back)






شكراً على الاجتهاد، ولكن هذا يحتاج إلى دليل ، لأن التشبيه لبني إسرائيل بعد رفع سيدنا عيسى ورد صريحاً ، أما موت سيدنا سليمان فقد ذكرت سيادتكم قول الله عز وجل: دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ. ولم يقل عز وجل تأكل منسأة من شبه لهم !! والله أعلم.







أليس من اللافت للنظر، أن المسلمين يؤمنون بأنبياء بني إسرائيل ، بل ويوقرونهم وينزهونهم لأننا نعتقد بعصمة الأنبياء، في حين يتهمهم اليهود بشرب الخمر وبالفحشاء وبزنا المحارم - والعياذ بالله - فقد جاءتْ بسفر التكوين (19: 30 – 38):
"وخاف لوط أن يسكنَ في صوغر، فصعد الجبل، وأقام بالمغارة هو وابنتاه، فقالتِ الكبرى للصغرى: شاخ أبونا وما في الأرْض رجلٌ يتزوَّجنا على عادة أهل الأرض كلهم، تعالي نَسْقي أبانا خمرًا ونضاجعه، ونقيم من أبينا نسلاً، فسقتَا أباهما خمرًا تلك الليلة، وجاءتِ الكبرى وضاجعتْ أباها وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها، وفي الغد قالتِ الكبرى للصغرى: ضاجعتُ البارحة أبي، فلنسقه خمرًا الليلة أيضًا، وضاجعيه أنت لكي نقيمَ من أبينا نسلاً، فسقتَا أباهما خمرًا تلك الليلة أيضًا، وقامت الصغرى وضاجعتْه وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها، فحملت ابنتَا لوط مِن أبيهما، فحملت الكبرى ابنًا وسمته مؤاب، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم، والصغرى أيضًا ولدت ابنًا وسمتْه بن عمي، وهو أبو بني عمون إلى اليوم".
---------------------------------- إنتهى كلام سفر التكوين ---------------------------------------
روابط مهمة:
مؤاب Moab (http://en.wikipedia.org/wiki/Moab)
العمونيون أو مملكة عمون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D9%88%D9%86)
من المعروف أن مدينة عمان تستقي اسمها من عمون, عاصمة العمونيين, التي كانت تسمى ربة عمون (http://ammancity100.gov.jo/****************************/news-and-media/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%B9%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84)


استاذي الفاضل
صبري بك النجار
اولا احييك علي ماتود الاشارة اليه
ولكن مايحز في نفسي انك تنتمي الي اسرة عريقة لتفسير القران
وأقصد بذلك شيخي وقدوتي في بحوثي الشيخ عبد الوهاب النجار !!
وكان استاذ التاريخ الاسلامي بجامعة الازهر الشريف وكتابه موسوعة
وهو قصص الانبياء ....
وبسبب هذا الكتاب حدث شد وجذب بين فضيلته وعلماء الازهر الشريف
ظلت عدة سنوات الي ان تبنوا وجهة نظره فأرجو ان تقتني هذا الكتاب ..
ثانيا:
قصة سيدنا سليمان بدأت تدوينها منذ وفاته لماذا؟؟؟
حيث انها البداية لقصته الحقيقية مع القران بعيدا عن الاسرائيليات !!!!
والسؤال الذي أود أن تجيب عليه حسب ما قرأتم هو ....
تفسير للآية..

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ
وهل مات سليمان وسط الانس أم مات وسط الجن؟؟؟
ارجو ان تفكر جيدا وفي انتظار الرد بمشيئة الله ........
ثالثا:
بالنسبة لباقي استفسارتكم سيكون لها نصيب وافر عندما ابدأ..
في موضوع هيكل سليمان انشاء الله ...
واخيرا شكرا علي مروركم الكريم ,,
فتقبل تحياتي حتي اللقاء مع ماهو جديد..

م. صبري النجار
01-05-2010, 06:47 PM
أخي الحبيب الأستاذ الفاضل / فتوح (فتحي عثمان)
الحوارُ معك متعةٌ والحديثُ إليك مغنمٌ.
شكراً على سرعة الرد ، وحتى لاأنسبَ نفسي إلى فضلِ غيري، فالشيخ عبد الوهاب النجار لاتربطني به معرفة شخصية.



وإليك بعض ماورد في العهد القديم ( التوراة) من موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/enc/adyan/208) من أوصاف لسيدنا سليمان عليه السلام ولأنباء آخرين، وهي صفات لاتليق بشخصٍ عاديّ، فما بال الأنبياء صلوات الله وسلامهُ عليهم جميعاً. والحمد لله على أن المسلمين يؤمنون بكمال الله وبعصمة أنبيائهِ وهذه من أبجديات التوحيد :
- ورد في (سفر التكوين) ( 9/20-27 ) وصف نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام بأنه شرب الخمر حتى سكر وتعرّى في خبائه، وأبصر ابنه الأصغر حام عورته.
- ورد في (سفر التكوين) (19/30- 39 ) قذف نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام بالزنا، حيث زعموا - لعنهم الله - أن ابنتيه سقتاه خمراً وضاجعتاه حتى أولد منهما نسلاً -والعياذ بالله- من هذا الكفر.
- ورد في (سفر التكوين) ( 27/1-30 ) وصف يعقوب عليه الصلاة والسلام بأنه خدع أباه إسحاق عليه السلام واحتال وكذب عليه حتى ينال دعوته وبركته قبل أخيه عيسو.
- ورد في (سفر الخروج) (الإصحاح:32) وصف هارون عليه الصلاة والسلام بأنه صنع العجل لبني إسرائيل وأمرهم بعبادته.
- ورد في (سفر يشوع) (6/17، 21) أن الله أمر يوشع عليه السلام عند استيلائه على مدينة أريحا أن يقتل في المدينة كل رجل وامرأة وطفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف، وقد فعل يشوع ذلك حسب زعمهم، والله عزَّ وجلَّ منزه عن ذلك؛ لأنه تعالى يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن البغي.
- ورد في (سفر صموئيل) (الإصحاح:2) وصف داود عليه الصلاة والسلام بأنه زنا بزوجة قائده واحتال في قتله؛ لكي يتزوج بزوجته من بعده .
- ورد في (سفر الملوك الأول) (11/1-6) وصف سليمان عليه الصلاة والسلام بأنه تزوج نساءً وثنيات، وبأن نساءه أضللنه حتى أشرك بالله، وعبد أصنام نسائه الوثنيات في شيخوخته.
- ورد في (سفر حزقيال) (الإصحاح:33) قصة زنا أهولة وأهوليبة وفجورهما بأسلوب جنسي فاضح قبيح بذيء.
- ورد في (سفر نشيد الأناشيد) المنسوب إلى سليمان عليه الصلاة والسلام شعر جنسي وغزل فاحش وكلام بذيء، يستحى من ذكره وتسطيره .
- ورد في (سفر هوشع) (1/2-9 ) أن الله - سبحانه وتعالى- أمر نبيه هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زانية، وينجب منها أولاد زنى.
تعالى الله عزَّ وجلَّ عما يقول الكافرون علوًّا كبيراً، وتَنَـزَّه الله عزَّ وجلَّ عن هذا الكفر، فإن الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.

فتوح العربي
02-05-2010, 12:26 PM
أستاذي الفاضل
أولا: يشرفني التواصل معك لما التمسه منك من نقد مفيد
وثقافة عالية تحسد عليها وحسن اختيارك للرد المفيد الهادف
ثانيا: يكفيني شرفا أن أتواصل مع احد يحمل لقب النجار كلقب
ثالثا ...

قال الله تعالي عن اليهود والتوراة...

" مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً " (النساء: 46) .

(2) " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (المائدة: 13).

(3) " وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " (المائدة: 41).
ومرة واحدة يحرفونه :
" أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " (البقرة: 75).





ومن اشهر أقوال السيد المسيح عليه السلام..

يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة أفراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا! والحق أقول لكم: إنكم لا ترونني حتى يأتي وقت تقولون فيه: مبارك الآتي باسم الرب».

إذا ماذا بعد !!!؟؟؟