فتوح العربي
30-04-2010, 11:20 PM
سليمان عليه السلام تمهيد 1
.... نحن نحمل القرآن الكريم، هذا الكنز العلمي العظيم في قلوبنا وكتبنا ونجهل ما فيه
..فهل نكون كالعير في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمولٌ..!!!؟؟
.... نموت جهلاً ونحن نحمل القرآن، نجهل ما بهذه الموسوعة العلمية العظيمة. !!!!؟؟
نحمل القران ونقف مكتوفي العقول قبيل الأيادي في برامج حوار ما يسمي حوار أديان !!!!!
....فإذا كان القرآن هو معجزة محمد صلى الله عليه وسلم الكبرى..النبي الأمي في زمن الشعراء فإن القصص القرآني متضمَّن في ثناياه معجزات وآيات غيبية مصداقا لقوله تعالي :
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌا ( فصلت). .
....وذلك لما يشمل من استبيان حكم الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص من....
إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لما يحمله في ثناياه من أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل لقوله تعالى :
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) هود
وقصص القرآن أصدق القصص لقوله تعالى :
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87) ..
وذلك لتمام مطابقتها للواقع . وأحسن القصص لقوله تعالى :
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) يوسف
...وذلك لما يشمل من أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى . وأنفع القصص لقوله تعالى :
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف
وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق...
والقصص الصادق يمثل هذا الدور في الأسلوب العربي أقوى تمثيل ، ويصوره في أبلغ صوره :.مثال ذلك سورة يوسف عليه السلام...
...وبناءً على ما سبق، فإن القصص القرآني يوصف بأنه القصص الحق.. يقول تعالى:
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) آل عمران
حيث لا زيف فيه ولا تحريف، وهو أيضاً أحسن القصص....
...وقصص الأنبياء تتضمن دعوتهم إلى قومهم ، والمعجزات التي أيدهم الله بها ، وموقف المعاندين منهم ، ومراحل الدعوة وتطورها وعاقبة المؤمنين والمكذبين .
كقصة نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وهارون ، وعيسى ، ومحمد ، وغيرهم من الأنبياء والمرسلين ، عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام .
...ومن صفات هذا القصص القرآني أنه مستمر ولا ينتهي تأثيره بمجرد الفراغ من تلقيه،
قال تعالى:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الأعراف
....لذلك يجب أن تدخل القصة إلى عقل المتلقي ووجدانه، فيتحاور معها، ويفكر مع ذاته بصوت عال حني يدرك التفكير وجدانه ومن ثم يثبت في فؤاده...
والقصة ما هي إلا :
الأمر ، والخبر ، والشأن ، والحال....
وقصص القرآن: بين ثناياه أخبار عن أحوال الأمم الماضية ، والنبوات السابقة ، والحوادث الواقعة _ وقد أشتمل القرآن على كثير من وقائع الماضي ، وتاريخ الأمم ، وذكر البلاد والديار . وتتبع آثار كل قوم ، وحكى عنهم صورة ناطقة لما كانوا عليه .
....تكاد كل قصص الأنبياء في القران لم يكتنفها الغموض أو أللبث إلا القليل ويكاد لا يؤثر في أحداث القصة إلا!!!!
قصة نبي الله سليمان عليه السلام..
....لما يوجد بها من معجزات لا يؤمن بهل إلا كل ناقم جاحد ولا يمكن أن تثبت في قلب به ذرة من شك في القران الكريم !!!
...حيث أن توضيح الواضحات من أعضل المعضلات، واستبيان المسلمات من أشكل المشكلات، وكم من الواضحات تمس الحاجة إلى توضيحها عند فشي الجهل!!!!!
وكم من المسلمات يلزم أهل الحق تبيينها إذا ارتفع العلم!!!!
والمنشود من توضيح قصة نبي الله سليمان: إماطة اللِّثام عن مسلمة من المسلمات التي عايشناها وواكبناها...!!!!
...ولقد حالتْ دون إدراكها حجب كثيفة، أسدلها عدم صرح الولاء في قلوب أكثر المسلمين، تحت معاول الغزو ألتفكيري الغربي، ومردداته التي لا تحصي...
والمنشود من وراء سردها:
إزالة اللَّبْس عن حقيقة راسخة غشيها غُموض شديد، واعتراها تخليط كثير.
وقد ارتأيت التقديم بين يدي البديهية الشرعية المؤمَّل إجْلاؤها بثلاث مُقَدِّمات توطئة وتمهيدا.
موته عليه السلام...
ملكه الذي لا ينبغي لأحد من بعده...
أعماله التي شيدت لتخلد بعد موته ...
...حيث إن القرآن الكريم كتاب علمي وآياته عناوين للبحث مفادها:
علل وأثبت وبرهن.!!!!
...وهي تأتي دائماً في سياق إن كنتم في ريبٍ أو شك وأردتم التحقق فابحثوا أو تحققوا من كذا.. والبحث تفيد نتائجه لا عناوينه.
إن اعتبار القرآن الكريم كتاب أدبي إعجازه في لغته وفصاحته من قبل علمائنا الأوائل، أقعد الأمة عن البحث العلمي في القرآن،
وانصرف المسلمون لدراسة بلاغة القرآن دون سواها.!!!!
فلو أننا اعتبرنا القرآن كتاب علمي، وإعجازه فيما حواه من معلومات وحقائق علمية وبحثنا في هذا الاتجاه، لكان الحال غير الحال ولسبقنا الأمم علماً وحضارة، ولما احتاج سفهاؤنا للقول دون حياء، أن الله !!!!!!!!!!؟؟...
....بذلك يثبت القران مقارعته أهل الكتاب بالحجة فيما كتموه من المبينات والهدى ، وتحديه لهم بما كان في كتبهم قبل التحريف والتبديل ، كقوله تعالى :
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94) آل عمران
....وكذلك بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين لقوله تعالى عن المكذبين : وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) هود
....إذافمن ذاك النبي الذي طلب من الله سبحانه وتعالي!!!!
ملك لا يناله أحد من البشر بعده قط...!!!!!!؟؟
(وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (35) ص
...لقد جعل الله سبحانه وتعالي معجزاته آيات غيبية فتأثرت بالإسرائيليات التي لم تطال أحد من الأنبياء مثلما طالت واحتوت قصة سليمان عليه السلام....
ومن ثم ستظل غيبية حني أن يشاء عالم الغيب والشهادة فتكون بمثابة ..!!!
إظهار صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته بما أخبر به عن أحوال الماضين عبر القرون والأجيال .
ويدخل في صفات القصص القرآني دوره في تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم في قلوب التابعين وتقديم العظة والعبرة، فالحق سبحانه يقول:
وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود
وهو ما يعني أن قصص الأنبياء والرسل التي يقصُّها القرآن الكريم، تحكي نماذج في الصمود والصلابة والتحمل، لتثبت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتشجعه على الصبر ومواصلة طريقه الدعوى. ثم إن هذه القصص تقدم العظة والنصيحة والإرشاد والعبرة للمسلمين بصفة عامة، وتدفعهم دفعاً للتفكير والتأمل، قال تعالى:
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف
ويمكننا القول، بعد إيراد هذه الصفات، إن القرآن الكريم ليس كتاباً أنشئ من أجل القصة قصداً، ولكن ينظر إليه وإلى القصة من الزاوية التي تحقق أهدافه العامة، ولا يصح أن نأخذ عليه أنه لم يتناول القصة من جميع أطرافها وفقاً للمفهوم المعاصر أو أنها جاءت غير متسلسلة الحوادث أو مرتبة منظمة؛ لأن السياق القرآني له مقتضياته التي تبتغي الهدف الديني قبيل كل شيء مع التدبر لكل آية في القران:أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد
لكي تصل إلي حقائق القران ومعجزاته وهذا ما سيظهر جليا في قصة نبي الله سليمان....
،
.... نحن نحمل القرآن الكريم، هذا الكنز العلمي العظيم في قلوبنا وكتبنا ونجهل ما فيه
..فهل نكون كالعير في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمولٌ..!!!؟؟
.... نموت جهلاً ونحن نحمل القرآن، نجهل ما بهذه الموسوعة العلمية العظيمة. !!!!؟؟
نحمل القران ونقف مكتوفي العقول قبيل الأيادي في برامج حوار ما يسمي حوار أديان !!!!!
....فإذا كان القرآن هو معجزة محمد صلى الله عليه وسلم الكبرى..النبي الأمي في زمن الشعراء فإن القصص القرآني متضمَّن في ثناياه معجزات وآيات غيبية مصداقا لقوله تعالي :
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌا ( فصلت). .
....وذلك لما يشمل من استبيان حكم الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص من....
إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لما يحمله في ثناياه من أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل لقوله تعالى :
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) هود
وقصص القرآن أصدق القصص لقوله تعالى :
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87) ..
وذلك لتمام مطابقتها للواقع . وأحسن القصص لقوله تعالى :
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) يوسف
...وذلك لما يشمل من أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى . وأنفع القصص لقوله تعالى :
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف
وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق...
والقصص الصادق يمثل هذا الدور في الأسلوب العربي أقوى تمثيل ، ويصوره في أبلغ صوره :.مثال ذلك سورة يوسف عليه السلام...
...وبناءً على ما سبق، فإن القصص القرآني يوصف بأنه القصص الحق.. يقول تعالى:
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) آل عمران
حيث لا زيف فيه ولا تحريف، وهو أيضاً أحسن القصص....
...وقصص الأنبياء تتضمن دعوتهم إلى قومهم ، والمعجزات التي أيدهم الله بها ، وموقف المعاندين منهم ، ومراحل الدعوة وتطورها وعاقبة المؤمنين والمكذبين .
كقصة نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وهارون ، وعيسى ، ومحمد ، وغيرهم من الأنبياء والمرسلين ، عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام .
...ومن صفات هذا القصص القرآني أنه مستمر ولا ينتهي تأثيره بمجرد الفراغ من تلقيه،
قال تعالى:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الأعراف
....لذلك يجب أن تدخل القصة إلى عقل المتلقي ووجدانه، فيتحاور معها، ويفكر مع ذاته بصوت عال حني يدرك التفكير وجدانه ومن ثم يثبت في فؤاده...
والقصة ما هي إلا :
الأمر ، والخبر ، والشأن ، والحال....
وقصص القرآن: بين ثناياه أخبار عن أحوال الأمم الماضية ، والنبوات السابقة ، والحوادث الواقعة _ وقد أشتمل القرآن على كثير من وقائع الماضي ، وتاريخ الأمم ، وذكر البلاد والديار . وتتبع آثار كل قوم ، وحكى عنهم صورة ناطقة لما كانوا عليه .
....تكاد كل قصص الأنبياء في القران لم يكتنفها الغموض أو أللبث إلا القليل ويكاد لا يؤثر في أحداث القصة إلا!!!!
قصة نبي الله سليمان عليه السلام..
....لما يوجد بها من معجزات لا يؤمن بهل إلا كل ناقم جاحد ولا يمكن أن تثبت في قلب به ذرة من شك في القران الكريم !!!
...حيث أن توضيح الواضحات من أعضل المعضلات، واستبيان المسلمات من أشكل المشكلات، وكم من الواضحات تمس الحاجة إلى توضيحها عند فشي الجهل!!!!!
وكم من المسلمات يلزم أهل الحق تبيينها إذا ارتفع العلم!!!!
والمنشود من توضيح قصة نبي الله سليمان: إماطة اللِّثام عن مسلمة من المسلمات التي عايشناها وواكبناها...!!!!
...ولقد حالتْ دون إدراكها حجب كثيفة، أسدلها عدم صرح الولاء في قلوب أكثر المسلمين، تحت معاول الغزو ألتفكيري الغربي، ومردداته التي لا تحصي...
والمنشود من وراء سردها:
إزالة اللَّبْس عن حقيقة راسخة غشيها غُموض شديد، واعتراها تخليط كثير.
وقد ارتأيت التقديم بين يدي البديهية الشرعية المؤمَّل إجْلاؤها بثلاث مُقَدِّمات توطئة وتمهيدا.
موته عليه السلام...
ملكه الذي لا ينبغي لأحد من بعده...
أعماله التي شيدت لتخلد بعد موته ...
...حيث إن القرآن الكريم كتاب علمي وآياته عناوين للبحث مفادها:
علل وأثبت وبرهن.!!!!
...وهي تأتي دائماً في سياق إن كنتم في ريبٍ أو شك وأردتم التحقق فابحثوا أو تحققوا من كذا.. والبحث تفيد نتائجه لا عناوينه.
إن اعتبار القرآن الكريم كتاب أدبي إعجازه في لغته وفصاحته من قبل علمائنا الأوائل، أقعد الأمة عن البحث العلمي في القرآن،
وانصرف المسلمون لدراسة بلاغة القرآن دون سواها.!!!!
فلو أننا اعتبرنا القرآن كتاب علمي، وإعجازه فيما حواه من معلومات وحقائق علمية وبحثنا في هذا الاتجاه، لكان الحال غير الحال ولسبقنا الأمم علماً وحضارة، ولما احتاج سفهاؤنا للقول دون حياء، أن الله !!!!!!!!!!؟؟...
....بذلك يثبت القران مقارعته أهل الكتاب بالحجة فيما كتموه من المبينات والهدى ، وتحديه لهم بما كان في كتبهم قبل التحريف والتبديل ، كقوله تعالى :
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94) آل عمران
....وكذلك بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين لقوله تعالى عن المكذبين : وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) هود
....إذافمن ذاك النبي الذي طلب من الله سبحانه وتعالي!!!!
ملك لا يناله أحد من البشر بعده قط...!!!!!!؟؟
(وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (35) ص
...لقد جعل الله سبحانه وتعالي معجزاته آيات غيبية فتأثرت بالإسرائيليات التي لم تطال أحد من الأنبياء مثلما طالت واحتوت قصة سليمان عليه السلام....
ومن ثم ستظل غيبية حني أن يشاء عالم الغيب والشهادة فتكون بمثابة ..!!!
إظهار صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته بما أخبر به عن أحوال الماضين عبر القرون والأجيال .
ويدخل في صفات القصص القرآني دوره في تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم في قلوب التابعين وتقديم العظة والعبرة، فالحق سبحانه يقول:
وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود
وهو ما يعني أن قصص الأنبياء والرسل التي يقصُّها القرآن الكريم، تحكي نماذج في الصمود والصلابة والتحمل، لتثبت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتشجعه على الصبر ومواصلة طريقه الدعوى. ثم إن هذه القصص تقدم العظة والنصيحة والإرشاد والعبرة للمسلمين بصفة عامة، وتدفعهم دفعاً للتفكير والتأمل، قال تعالى:
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف
ويمكننا القول، بعد إيراد هذه الصفات، إن القرآن الكريم ليس كتاباً أنشئ من أجل القصة قصداً، ولكن ينظر إليه وإلى القصة من الزاوية التي تحقق أهدافه العامة، ولا يصح أن نأخذ عليه أنه لم يتناول القصة من جميع أطرافها وفقاً للمفهوم المعاصر أو أنها جاءت غير متسلسلة الحوادث أو مرتبة منظمة؛ لأن السياق القرآني له مقتضياته التي تبتغي الهدف الديني قبيل كل شيء مع التدبر لكل آية في القران:أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد
لكي تصل إلي حقائق القران ومعجزاته وهذا ما سيظهر جليا في قصة نبي الله سليمان....
،