المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القران واليهود والقدس 2



فتوح العربي
23-04-2010, 12:26 PM
استكمالا لما سبق..
اليهود والصهيونية الحديثة..
.. كان استنباط كلمة الصهيونيةل... ناثان برنباوم الفيلسوفاليهودي النمساوي واللافت للنظر هو اختيار المعني اللغوي لكلمة صهيوني (نسبة إلي جبل صهيون والذي ورد ذكره في الإنجيل والتوراة ويشير إلي مكان هيكل سليمان)
بمعني أدق أنهم أي اليهود لم يتركوا شيء للصدفة قط فكل شيء أعد بحسابات دقيقة !!!!
وتم عقد أولمؤتمر عام 1890 استخدم كلمة الصهيونية إيذانا بابتداء إقامة الدولة اليهودية الحديثة..
وذلك استكمالا لما بدأه الاسلاف مستغلين ماطرأ علي العالم من احداث ..

فالصهيونية ما هي إلا حركة ضمن الحركات التي اجتاحت الغرب والشرق بين منظمات وحركات من جهه وبين القوى المضادةمن جهة اخري وكانت الاثار الاستعمارية المستجدة في تغير مجرى التاريخ الحديث الذي اجتاح العالم وما طرأت عليه من تغيرات في القوى الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تصارعت على المزاد العالمي وأدت إلى بروز الصهيونية ضمن وداخل تلك الحركات في سير وسياق حركة التاريخ . إلا إن الحركة الوحيدة التي صمدت أمام كل العواصف هي الحركة الصهيونية حني يومنا هذا مع إن من أهم أهدافها حاليا هو :
... عدم ذويان اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها وأن إعلامهم وفلسفتهم السياسية وأيديولوجيتهم لا تزال تركز وتؤكد الانتماء للجيتو اليهودي الكبير في إسرائيل .. أرض الميعاد ....
وبالرجوع للتاريخ نجد التناقض الواضح .
فعند ذكر عصر النهضة القومية للأمم . لا نجد للصهيونية ذلك الادعاء وكما يقولون ويرددون .. بل العكس لقد كان شعارهم حينئذ هو الذوبان والاندماج في المجتمعات التي وجدوا بها ويحملوا هويتها ..
فلأعجب وبتحدي من يعلمنا أي قومية أو هوية يتحدثون!!!
.
وتعتبر بداية النداءات للهجرة لإقامة الدولة في عام 1640م عندما تقدم اثنان من البريطانيين ويقيمون في هولندا بأمستردام هما :
يوانا وابتزير ، كارترايت الأخوين بطلب يطالبان علي أثره بريطانيا شعبا وحكومة... بأن يكونوا أول من ينقل أبناء إسرائيل وبناتهم على سفنهم إلى بلادهم التي وعد الله بها أجدادهم إبراهيم واسحق ويعقوب ليرثوها إلى الأبد!!! وبعدها توالت صدور مثل هذه الدعاوى في مختلف أنحاء الشرق والغرب الاستعماري للمطالبة بالعودة إلى أرض الميعاد ، وظهور المسيح المنتظر ..
فنجد منهم مثلا....
في السويد كان ظهور اندرس بيدرسون ليمب...
وفرنسا ظهر اسحق دولا بيرير،وفيليب جنيل دولا تفاليد..
وفي الدنمرك هوغلر باولي ..
والقائمة تمتليء بأمثال هؤلاء ...
تتلخص دعواهم في ضرورة العودة لليهود إلى أرض الميعاد بفلسطين . ومع بدايات القرن الثامن عشر ظهرت حركة الإصلاح الديني اليهودي على يد موسى مندلسون 1729 ـ 1786 ودعي إلى تحرير العقيدة والدين بمنطق العقل وعدم الاستسلام للعقيدة التي تقوم على التلمود وبذلك حاول جاهدا خروج اليهود من قيود لغة الجيتو السياج التقليدية التي كانت تحول بين المواءمة لعقيدة الأجداد ومفاهيم التنوير وتطهير الدين لمحتواه ومضمونه العرقي ..
هذا الفكر الإصلاحي هدم بالأساس المفهوم العبراني العرقي التراثي الذي يوحد بين العرق والعقيدة اليهودية ويعتبر إسرائيل شعب الله المختار الذي يحركه الأمل بالعودة إلى صهيون أرض الميعاد فلسطين .
وعندما وقع مندلسون وهو المتمسك بدينه وعقيدته في مأزق عقيدة الشعب المختار ولكنه لجأ إلى سلاح التأويل العقلاني فاختار إسرائيل كشعب حسب تفسيره إذا كان هو الطريق المقرر الذي خصه الله به للوصول إلى النعيم .. فلا يعني ذلك تفوقاً لليهودية أو استعلاء ، بل حق اليهودية في التفرد بشريعتها في إطار المساواة والحقوق المدنية المقررة للجميع..
وفي المقابل تجد رائد الصهيونية العنصرية موسى هس 1811 ـ 1875 وهذا من أبرز وأوائل الدعاة للمشروع الصهيوني ففي كتابه الشهير ( روما والقدس ) عام 1862 يقدم أول وثيقة فكرية سياسية تعد دستوراً للمشروع الصهيوني المقبل . فظهور الصهيونية السياسية كأحد التيارات العرقية التي استخدمتها الإمبريالية بتنفيذ أهدافها التوسعية الاستعمارية والسيطرة على هذه المنطقة الحساسة والتي تعتبر أهم الطرق التجارية الدولية وإحساساً بالخطر القادم من الثورة العربية . ولقد اعترف هر تزل مؤسس وقائد الصهيونية السياسية الحديثة أنه ليس في كتابه ( الدولة اليهودية ) ما يخرج عن الأفكار التي سبقه إليها (موسى هس).
وعلي نهج طريق الدين المضاد لهيس:
ظهرت دعوة جديدة نعم للصهيونية الدينية قبل الصهيونية السياسية وكانت البداية والمدخل والمناداة بالعودة إلى التلمود والقبالة الصوفي والدعوة إلى الماضي البعيد إلى أورشليم أرض الآباء والأجداد .. وفي مقدمة هؤلاء الحاخام يهود القالي 1798 ـ 1878 حاخام عاصمة المغرب :
بالدعوة إلى خلاص اليهود والعودة إلى التلمود وأساطير القبالة ونشر كتابه (اسمعي يا إسرائيل) 1834 اقترح فيه إقامة مستعمرات يهودية في فلسطين لكي تكون مقدمة ضرورية للخلاص المنتظر .
ومن جهة ثانية:
توصيل مسيحيو الغرب رسالة قرب نزول السيد المسيح !!
ولكن السبب الوحيد المانع هو عدم بناء الهيكل !!
وبسببها ظهرت جماعات ..ومنظمات .وهيئاة ما انزل الله بها من سلطان.كلها تنادي بصوت خافت لبناء الهيكل عند الظهور ما لبثت أن ارتفع صوتها رويدا. رويدا حني أضحي حاليا علنا وجهارا !!!!

والحقيقة ..
لقد ترعرع المشروع الصهيوني منذ البداية باهتمام الدول الاستعمارية التي التقت أهدافها ومصالحها مع أهداف ومصالح أصحاب تلك المشروع بالوطن العربي ..
لسببين :
قيام الكيان الصهيوني والاعتراف به سيشكل بناء منظومة جديدة أهم وأبرز أهدافها تجزئة الأمة العربية سياسياً وجغرافياً ، وتبذير مقوماته الاقتصادية ، وطمس معالم شخصيتها القومية ، ونهب مواردها الاقتصادية ...
ولذلك افترضوا أن المشروع الصهيوني ما هو إلا امتداد طبيعي للسيطرة الاستعمارية ولأهدافها الاستراتيجية ..
ثانيا :
التخلص من اليهود للحد من القلاقل والفتن في البلاد الأوروبية التي يعيشون تحت سماءها..
وهكذا رسمت الأدوار والوظائف لتنفيذ السيطرة الإمبريالية الصهيونية الشامل على المنطقة العربية لكونه أداة ضاربة وقاعدة صلبة لحراسة المصالح الإمبريالية الغربية...
وتظهر براعتهم في النجاح النادر لمخططاتهم التي تبنوها قبيل وبعد الحرب العالمية الأولي التي كانت من أهم ما أفرزته هو الإعلان عن وعد بلفور بإقامة الدولة !!

وشهد بداية القرن العشرين أولي بشائر الظهور للعصابات الصهيونية على أرض فلسطين برعاية الانتداب البريطاني وأصبح واضحاً أن اليهود يؤسسون على أرض فلسطين مذهبهم التطبيقي في العنف والإرهاب!!!
وكان من نتاجه البدء الفوري في المشروع الصهيوني لإقامة الدولة اليهودية في اتجاهين متوازيين احدهما ديني والآخر سياسي!!!

...فبدأ الخطي فيه يحبو رويدا.. رويدا مع تقاعس فلسطيني في الأساس وفساد الأنظمة العربية المعدومة وقتئذ حني صار حالنا إلي ما وصلنا إليه حاليا أليس عجيبا حقا ما وصلنا إليه !!!!
وبالنسبة الي الاتجاه الديني مع مسيحيو الغرب اتخذوا من شعار....
خدعوك فقالوا من اجل نزول المسيح ..نبني الهيكل سويا... !!!!
فما قصة الهيكل والقدس والمسجد الاقصي؟؟؟!

الحلقة التالية
القدس قديما وحديثا ..بين الصدق والخداع اليهودي