فتوح العربي
21-04-2010, 11:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
.. والصلاة والسلام على من تمت به النبوة، وختمت به الرسالة، وقامت بدعوته صروح الهداية، وعلى آله الأبرار المطهرين، وعلى صحبه الأخيار المكرمين، وعلى من اهتدى واقتفى، واقتدى واتقى.
وبعد...
للحق دائما درب واحد واضح المعالم، وطريق الحق، لا يزيغ سالكها، ولا يضل طالبها ...
أما الباطل دائما من خواصة تعدد الدروب و ليس من خواصة استبيان ووضوح ....
ولذلك يذهب بسالكها إلي المتاهات الشاردة، ويستمر سالكها في حيرة وشقاء....
{وَمَنْ لمْ يَجْعَلِ اللهُ لهُ نُوراً فَمَا لهُ مِنْ نُورٍ} (النور).
ولقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن البحث العلمي (للإعجاز القرآني)هو:
ما يقوم آية ناطقة وحجة شاهدة على عجائب الصنع الرباني، وبدائع الإعجاز الإلهي، وهذه الكشوف تفسير بليغ، وتوضيح فصيح، لقول رب العزة والجلال:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌا ( فصلت).
ولقوله سبحانه:
{وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} (الذاريات).
وهنالك بعض أهل التفلسف، متمثلين في هواة (الاستشراف) وعبيد (الاستغراب) وصبيان (التضليل) الذي يسمونه (تبشيرا) يزعموا أن في القرآن أخبارا لم تكن واقعا ملموسا في يوم من أيام هذه الدنيا، بل ذهب بخيال البعض منهم من زعم أن في القرآن (أساطير فنية)، وهؤلاء لا يؤمنون حتى يصدقوا موقنين بكل خبر جاء عن الله، أو صح عن إمام المرسلين وأنبياءه أجمعين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
والمحظور هو القول على الله بغير علم..
قال الله عز وجل..
(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ..) (الزمر).
قال الحسن: هم الذين يقولون: إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل قال ابن الجوزي في تفسيره: وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أن الكذب على الله وعلى رسوله كفر ينقل عن الملة. ولا ريب أن الكذب على الله وعلى رسوله في تحليل حرام وتحريم حلال كفر محض وإنما الشأن في الكذب عليه فيما سوى ذلك.
وقال صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي بني له بيت في جهنم " وقال صلى الله عليه وسلم: " ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وقال صلى الله عليه وسلم: " من روى عني حديثاً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " .
وقال صلى الله عليه وسلم: " إن كذباً علي ليس ككذب على غيري من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وقال صلى الله عليه وسلم: " من يقل عني ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار " وقال صلى الله عليه وسلم: " يطبع المؤهل على كل شيء إلا الخيانة والكذب " .
نسأل الله التوفيق والعصمة إنه جواد كريم.
لذلك فالحكم الفصل في الأمور كلها لله وحده، ومن الرسول عليه الصلاة والسلام البلاغ والبيان، وعلينا تمام الانقياد لله، والإتباع لرسوله.
لذلك سأبدأ بمشيئة المولي عز وجل حلقات أرجو من الله عز وجل المساعدة,,,
وهي آيات لابد وأن تظهر جليا للوجود قبيل قيام الساعة’’’’
لا اله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين
(( اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ))
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغننى بفضلك عمن سواك
الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم لك
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن
وأعوذ بك من العجز والكسل
وأعوذ بك من الجبن والبخل
وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
سوف أبدأ بمشيئة الله سبحانه وتعالي نشر ما أنعم به الله علي عبده ..
والبداية كما يقول المثل الشعبي سوف أبدأ بمقوله أعرف عدوك جيدا .تستطيع أن تقارعه..
إسرائيل: البداية..
الدعوة :من يوسف عليه السلام..
المقصد :هو أرض الخير والنماء مصر مهبط الأنبياء..
الموضوع :هجرة أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا السلام..
السبب :العيش في بيئة زراعية صناعية حضارية ثقافية بعيدا عن العيش في البوادي..
المدعوين : لآوي، يهوذا، رأوبين، شمعونا، جاد، زبالون، دان، نفتا لي، يسكر، أشير، بنيامين ..
إكراما وإجلالا إلي أبيه الكريم بن الكريم بن الخليل إبراهيم عليهم جميعا السلام والإجلال والتحية ..
لقد أصبح أبناء يعقوب (بني إسرائيل) أمة عرقية دينها التوحيد حيث حرصت على عدم الاندماج بالمجتمع الفرعوني في بداية نزوحها ليقينها بأيمانها بأنه مجتمع وثني،
ويشهد القرآن على إيمان أبناء يعقوب بقوله تعالى:
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) البقرة
، ولكن بعد وفاة يوسف عليه السلام وبمرور السنوات بدأ بني إسرائيل يخالطون أهل مصر ويشاركونهم عبادة الوثن الفرعوني الشهير (أبيس) الذي كان على شكل ثور، فعلاقاتهم بالعجل قديمة وراسخة لقوله تعالي :
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) البقرة
كان...
......أول نتيجة لكفرهم في مصر أن حلت بهم أول العقوبات الإلهية عندما أخذ الفرعون يقتل أبناءهم ويستحي نساءهم على أثر جحدهم نجده في قوله تعالي:
وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) أل عمران
ثم أنعم الله عليهم بأن بعث موسى وأخاه هارون عليهم السلام فأخرجاهما من مصر بعد غرق الفرعون ومن معه وتم تحريرهم من العبودية والذل والهوان ...
لقوله تعالي :
قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) الشعراء
وان كان ما عانوه هو أمر طبيعي لقوم خانوا الأمانة مع من يأو يهم إكراما لأسلافهم عليهم السلام وتحالفهم مع الغزاة!!!!!
مقابلة المعروف عند بني إسرائيل..
قابل بني إسرائيل نعم الله عليهم التي تستحق الشكر بالكفر والجحود ..
فما شاهدوه بأعينهم مما حدث في البحر ونجاتهم وغرق فرعون ومن معه:
(وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) البقرة
وهم ما زالوا في طريق ترحالهم من مصر إلي الأرض التي سيمنحها الله لهم ،ما كان منهم الا كفرهم بعد العبور من مصر،فما إن بلغوا صحراء سيناء شاهدوا قوم يعبدون الأصنام فطلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم صنماً يعبدونه، (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) الأعراف
ـ وفي وسط سيناء القاحلة الحارة لم تفارقهم عناية الله عز وجل فهيأ لهم الماء والطعام والظل:
(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) البقرة
بعد..
.... كل هذه النعم تمردوا أيضا فطلبوا طعام ادني مما رزقهم الله ..
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة
ثم....
..بعد ذلك عندما طلب منهم نبيهم موسي عليه السلام الصبر حتى يصعد إلي المولي عز وجل لمدة ثلاثون يوما لم يطيقوا الانتظار عشرة أيام أخري فصنعوا لأنفسهم إلها علي هواهم !!!
وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)الاعراف
وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) طه
وأيضا....
وبعد أن غضب عليهم الله سبحانه وتعالي وطلب التوبة تاب الله عليهم!!!
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) البقرة
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)البقرة
فهل يصمتون ؟؟؟
كلا وألف كلا !!!!
تري ماذا هم طالبون بعد ذلك ؟؟؟؟
هل تصدق ورؤية الله سبحانه وتعالي !!!!
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) البقرة
وعندما أمرهم الله دخول الأرض المقدسة ماذا كان الجواب؟؟؟
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) المائدة
..بل تمادوا في كفرهم وقالوا!!!!
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) المائدة
وبعد...
.أن يأس منهم موسي عليه السلام ومن إصلاح أحوالهم وسلوكهم وإيمانهم طلب من الله سبحانه وتعالي :
قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) المائدة
فهل بعد ذلك هل ينتظر إنسان منهم قبول الآخر والإيمان بالسلام والعيش وسط البشرية ؟؟؟؟!!!!!!
الكفر اليهودي في عهد الدولة
منذ بداية القرن العاشر ق. م وبعد موت يوشع بن نون عليه السلام..
بدأ عهد جديد في حياة اليهود أطلق عليه المؤرخون (عهد القضاة)، حيث أصبحت لهم دولة بمعني كلمة دولة ..
بعد أن تعاقب على حكمها 16 من القضاة الموحدين كان أولهم يهوذا وآخرهم النبي صموئيل ..
وأصبحت دولتهم تضم العديد من المدن وكانوا يفرضون الجزية على أهل البلاد المفتوحة، وبعد أن ذاق اليهود طعم الآمان وحلاوة الاستقلال والانتصارات العسكرية...
ظهرت ردة واسعة فيما بينهم حيث قاموا بترك دين التوحيد، وتوجهوا إلى عبادة الأصنام، فقد عبدوا الوثنين..
(بلعيم وعشتا روت)، فهم بدلا من عرض دين التوحيد على البلاد المفتوحة أخذت أغلبيتهم تترك دين التوحيد وتعبد الأصنام، فسلط الله عليهم (الآدوميين) حيث غزوا الدولة اليهودية في عهد ملكهم (كوشان رشعائيم) فاحتل معظم المملكة اليهودية، وفرض عليهم الجزية، واستعبدهم لثماني سنوات حتى حررهم (عتئيل بن قناز) وهو قاض يهودي موحد حارب المحتلين وطردهم وأعاد اليهود إلى دين التوحيد...
وبعد ان سادهم الهدوء أربعين سنة...
ارتد اليهود للمرة الثانية فغزاهم (الموآبيون) بقيادة (عجلون) فأذلوهم 18 عاما حتى حررهم القائد اليهودي الموحد (آهود بن جبرا)
ثم ساد الهدوء ثمانين سنة..
بعدها انتشرت الوثنية ..
(وعبد بني إسرائيل البلعيم والعشتاروت، وآلهة آرام، وآلهة صيدون وآلهة موآب وآلهة بن عمون وآلهة القسطنطينيين وتركوا الرب ولم يعبدوه) سفر القضاة، ص4.
فحياة بني إسرائيل كانت خلال فترة القضاة حياة بدائية فاقدة كل مظهر حضاري مضطربة أشد الاضطراب بسبب الانحرافات الخلقية والدينية والانتفاضات الداخلية والغزوات الخارجية التي لم تهدأ ..ما ان تقوم حتي تنحدر بقوة اكبر!!!
بعد ذلك أصبح حكام بني إسرائيل يلقبون بالملوك، وأول ملوك هذه الحقبة هو طالوت الذي جاء في التوارة باسم (شاؤل) والذي باركه ونصبه النبي صموئيل ...
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(247) ) البقرة
سبحان الله فهذا نبيهم يخبرهم ان الله سبحانه وتعالي قد اختار لهم ملكا ومع ذلك يتمردوا حتي ايده الله باية لكي يؤمنوا !!!
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) البقرة
وقد حررهم من العمونيين وأعادهم إلى ديانة التوحيد...
وفي عهد النبيين داوود وسليمان عليهما السلام عاشت الدولة اليهودية عهد الاستقرار والتوحيد والهدوء ، وقاد داوود بني إسرائيل في أفضل انتصاراتهم، وشرع ببناء المسجد الأقصى وحطم بيوت الأصنام وبلغت الدولة العبرانية (اليهودية) عهدها الذهبي في ظل سليمان عليه السلام الذي حكمهم 40 سنة. وقد أثنى الله تعالى في كتابه العزيز على داوود وسليمان...
بعد موت سليمان عليه السلام حدث انقسام في الدولة اليهودية وأصبحت دولتين واحدة في الجنوب عاصمتها أورشليم (القدس) وتضم قبيلتي يهوذا وبنيامين، والثانية في الشمال عاصمتها السامرة وتضم قبائل الأسباط العشرة الباقية...
وتلاحظ فيما بعد ان كلا الدولتين اصبحت وثنية مرتدة، وقد استمرت مملكة يهوذا في أورشليم ومملكة إسرائيل في السامرة ..
حتي جاء نبوخذ نصر ودمر مادمر واخذ اغلبهم اسري حتي حقق كورش الفارسي نصرا علي البابليين بمساعدة اليهود فكافأهم بالسماح لهم بالعودة وبناء هيكلهم المزعوم (حيث اصبح مبني فقط )وتم تدوين التلمود الفارسي والتلمود الفلسطيني ليحلا مكان التوراة!!
ومع ذلك ظل التناحر والحروب بين الدولتين تدور رحاها بين فتن وإنقلابات وانعدام كامل للأمن والاستقرار(حتي يومنا هذا لايوجد وفاق بينهم ..سوف نتناوله في حينه )، وخاضت الدولتان عدة حروب أهلية، وحروبا مع أهل الشام الاصليين من آراميين وموآبيين وآدوميين وعمونيين وفلسطينيين. ثم مر زمان على بني إسرائيل أصبحوا خلاله مستهدفين من قبل الإمبراطوريات الشرقية والغربية حتى أنهكتهم الغزوات والحروب ثم تلاشى كيانهم السياسي بشكل كامل وتحولوا إلى شتات. ويبدو أن اليهود مارسوا انحرافات هائلة في ظل الدولة ثم في ظل الدولتين بعد الانقسام مما جر عليهم عقوبات متواترة انتهت بهم إلى التمزق الكامل....
، ويستعرض القرآن خطايا بني إسرائيل في مواضع متفرقة:
... قتل الأنبياء: عند ارتداد بني إسرائيل وعبادتهم الأصنام أخذوا يعذبون الأنبياء ويقتلونهم، وقد تحول بيت المقدس إلى سجن رسمي للأنبياء وأتباعهم، قال تعالى:
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) البقرة
(وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) البقرة
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) ال عمران
ومما سرده التاريخ يتضح جليا قدر ماعاناه أنبياء بني إسرائيل من القتل والسجن والتشريد، مثل:
وعانى أشيعا من (آحاز بن يوثام)..
كما عانى النبي الياس من الطاغية (آحاب) الوثني..
وكذلك أخيا، يوشع، عاموص في عهد الملك اليهودي الوثني (ياربعام) ..
وقد سجن ملكهم (صدقيا) النبي (أرميا) وعذبه فأطلق سراحه الغزاة البابليون ..
أما النبي دانيال فقد كذبه اليهود رغم أنه كان يبلغهم الرسالة وهم في معسكر الأسر البابلي..
أما عن مقتل انبياء الله زكريا ويحيى عليهما السلام فحدث ولا حرج عما استباح اليهود جسدهما..
وكانت جريمتهم بحق السيد المسيح وأمه عليهما السلام هي التي قصمت ظهر المملكة اليهودية على أيدي الغزاة الرومان..
كانت بعثة السيد المسيح عليه السلام في وقت كانت أورشليم محتلة من قبل الرومان، والوثنية مهيمنة، والحاخامات المنحرفون يحكمون باسم الرومان، وكانت فئة الموحدين اليهودي (الحسيدية) مضطهدة ومعزولة، ومنهم خرج أصحاب المسيح وحواريوه، فأخذ الكهنة يحرضون الوالي الروماني (بيلاتوس) على قتل المسيح حيث اعتقلوه وسلموه إلى بيلاتوس وبعد التحقيق مع السيد المسيح وجدوه بريئاً فقرر الوالي العفو عنه، إلاّ أن اليهود ألحوا عليه فسلمه إلى الحاخامات فـ(صلبوه) على حسب ظنهم، وجاء في إنجيل يوحنا: ((فخرج بيلاطوس وهو حامل إكليل الشوك وثوب الأرجوان، فقال لهم بيلاطوس هوذا الإنسان كلما رآه الكهنة والخدام صرخوا قائلين: اصلبه.. اصلبه.. قال لهم بيلاطوس أأصلب ملككم؟ أجاب رؤساء الكهنة: ليس لنا ملك إلا قيصر فحينئذ أسلم إليهم ليصلب فأخذوا يسوع ومضوا به، فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة)
وهذا يثبت أن اليهود استعانوا بالقيصر الوثني لقتل نبيهم الذي يدعوهم إلى التوحيد!!!
هل بعد كل ما سرد يظن احد انه بالامكان العيش بسلام مع هؤلاء؟؟؟؟
الحلقة القادمة اليهود والصهيونية حديثا!!!!
.. والصلاة والسلام على من تمت به النبوة، وختمت به الرسالة، وقامت بدعوته صروح الهداية، وعلى آله الأبرار المطهرين، وعلى صحبه الأخيار المكرمين، وعلى من اهتدى واقتفى، واقتدى واتقى.
وبعد...
للحق دائما درب واحد واضح المعالم، وطريق الحق، لا يزيغ سالكها، ولا يضل طالبها ...
أما الباطل دائما من خواصة تعدد الدروب و ليس من خواصة استبيان ووضوح ....
ولذلك يذهب بسالكها إلي المتاهات الشاردة، ويستمر سالكها في حيرة وشقاء....
{وَمَنْ لمْ يَجْعَلِ اللهُ لهُ نُوراً فَمَا لهُ مِنْ نُورٍ} (النور).
ولقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن البحث العلمي (للإعجاز القرآني)هو:
ما يقوم آية ناطقة وحجة شاهدة على عجائب الصنع الرباني، وبدائع الإعجاز الإلهي، وهذه الكشوف تفسير بليغ، وتوضيح فصيح، لقول رب العزة والجلال:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌا ( فصلت).
ولقوله سبحانه:
{وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} (الذاريات).
وهنالك بعض أهل التفلسف، متمثلين في هواة (الاستشراف) وعبيد (الاستغراب) وصبيان (التضليل) الذي يسمونه (تبشيرا) يزعموا أن في القرآن أخبارا لم تكن واقعا ملموسا في يوم من أيام هذه الدنيا، بل ذهب بخيال البعض منهم من زعم أن في القرآن (أساطير فنية)، وهؤلاء لا يؤمنون حتى يصدقوا موقنين بكل خبر جاء عن الله، أو صح عن إمام المرسلين وأنبياءه أجمعين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
والمحظور هو القول على الله بغير علم..
قال الله عز وجل..
(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ..) (الزمر).
قال الحسن: هم الذين يقولون: إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل قال ابن الجوزي في تفسيره: وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أن الكذب على الله وعلى رسوله كفر ينقل عن الملة. ولا ريب أن الكذب على الله وعلى رسوله في تحليل حرام وتحريم حلال كفر محض وإنما الشأن في الكذب عليه فيما سوى ذلك.
وقال صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي بني له بيت في جهنم " وقال صلى الله عليه وسلم: " ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وقال صلى الله عليه وسلم: " من روى عني حديثاً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " .
وقال صلى الله عليه وسلم: " إن كذباً علي ليس ككذب على غيري من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وقال صلى الله عليه وسلم: " من يقل عني ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار " وقال صلى الله عليه وسلم: " يطبع المؤهل على كل شيء إلا الخيانة والكذب " .
نسأل الله التوفيق والعصمة إنه جواد كريم.
لذلك فالحكم الفصل في الأمور كلها لله وحده، ومن الرسول عليه الصلاة والسلام البلاغ والبيان، وعلينا تمام الانقياد لله، والإتباع لرسوله.
لذلك سأبدأ بمشيئة المولي عز وجل حلقات أرجو من الله عز وجل المساعدة,,,
وهي آيات لابد وأن تظهر جليا للوجود قبيل قيام الساعة’’’’
لا اله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين
(( اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ))
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغننى بفضلك عمن سواك
الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم لك
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن
وأعوذ بك من العجز والكسل
وأعوذ بك من الجبن والبخل
وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
سوف أبدأ بمشيئة الله سبحانه وتعالي نشر ما أنعم به الله علي عبده ..
والبداية كما يقول المثل الشعبي سوف أبدأ بمقوله أعرف عدوك جيدا .تستطيع أن تقارعه..
إسرائيل: البداية..
الدعوة :من يوسف عليه السلام..
المقصد :هو أرض الخير والنماء مصر مهبط الأنبياء..
الموضوع :هجرة أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا السلام..
السبب :العيش في بيئة زراعية صناعية حضارية ثقافية بعيدا عن العيش في البوادي..
المدعوين : لآوي، يهوذا، رأوبين، شمعونا، جاد، زبالون، دان، نفتا لي، يسكر، أشير، بنيامين ..
إكراما وإجلالا إلي أبيه الكريم بن الكريم بن الخليل إبراهيم عليهم جميعا السلام والإجلال والتحية ..
لقد أصبح أبناء يعقوب (بني إسرائيل) أمة عرقية دينها التوحيد حيث حرصت على عدم الاندماج بالمجتمع الفرعوني في بداية نزوحها ليقينها بأيمانها بأنه مجتمع وثني،
ويشهد القرآن على إيمان أبناء يعقوب بقوله تعالى:
أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) البقرة
، ولكن بعد وفاة يوسف عليه السلام وبمرور السنوات بدأ بني إسرائيل يخالطون أهل مصر ويشاركونهم عبادة الوثن الفرعوني الشهير (أبيس) الذي كان على شكل ثور، فعلاقاتهم بالعجل قديمة وراسخة لقوله تعالي :
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) البقرة
كان...
......أول نتيجة لكفرهم في مصر أن حلت بهم أول العقوبات الإلهية عندما أخذ الفرعون يقتل أبناءهم ويستحي نساءهم على أثر جحدهم نجده في قوله تعالي:
وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) أل عمران
ثم أنعم الله عليهم بأن بعث موسى وأخاه هارون عليهم السلام فأخرجاهما من مصر بعد غرق الفرعون ومن معه وتم تحريرهم من العبودية والذل والهوان ...
لقوله تعالي :
قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) الشعراء
وان كان ما عانوه هو أمر طبيعي لقوم خانوا الأمانة مع من يأو يهم إكراما لأسلافهم عليهم السلام وتحالفهم مع الغزاة!!!!!
مقابلة المعروف عند بني إسرائيل..
قابل بني إسرائيل نعم الله عليهم التي تستحق الشكر بالكفر والجحود ..
فما شاهدوه بأعينهم مما حدث في البحر ونجاتهم وغرق فرعون ومن معه:
(وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) البقرة
وهم ما زالوا في طريق ترحالهم من مصر إلي الأرض التي سيمنحها الله لهم ،ما كان منهم الا كفرهم بعد العبور من مصر،فما إن بلغوا صحراء سيناء شاهدوا قوم يعبدون الأصنام فطلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم صنماً يعبدونه، (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) الأعراف
ـ وفي وسط سيناء القاحلة الحارة لم تفارقهم عناية الله عز وجل فهيأ لهم الماء والطعام والظل:
(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) البقرة
بعد..
.... كل هذه النعم تمردوا أيضا فطلبوا طعام ادني مما رزقهم الله ..
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة
ثم....
..بعد ذلك عندما طلب منهم نبيهم موسي عليه السلام الصبر حتى يصعد إلي المولي عز وجل لمدة ثلاثون يوما لم يطيقوا الانتظار عشرة أيام أخري فصنعوا لأنفسهم إلها علي هواهم !!!
وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)الاعراف
وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) طه
وأيضا....
وبعد أن غضب عليهم الله سبحانه وتعالي وطلب التوبة تاب الله عليهم!!!
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) البقرة
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)البقرة
فهل يصمتون ؟؟؟
كلا وألف كلا !!!!
تري ماذا هم طالبون بعد ذلك ؟؟؟؟
هل تصدق ورؤية الله سبحانه وتعالي !!!!
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) البقرة
وعندما أمرهم الله دخول الأرض المقدسة ماذا كان الجواب؟؟؟
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) المائدة
..بل تمادوا في كفرهم وقالوا!!!!
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) المائدة
وبعد...
.أن يأس منهم موسي عليه السلام ومن إصلاح أحوالهم وسلوكهم وإيمانهم طلب من الله سبحانه وتعالي :
قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) المائدة
فهل بعد ذلك هل ينتظر إنسان منهم قبول الآخر والإيمان بالسلام والعيش وسط البشرية ؟؟؟؟!!!!!!
الكفر اليهودي في عهد الدولة
منذ بداية القرن العاشر ق. م وبعد موت يوشع بن نون عليه السلام..
بدأ عهد جديد في حياة اليهود أطلق عليه المؤرخون (عهد القضاة)، حيث أصبحت لهم دولة بمعني كلمة دولة ..
بعد أن تعاقب على حكمها 16 من القضاة الموحدين كان أولهم يهوذا وآخرهم النبي صموئيل ..
وأصبحت دولتهم تضم العديد من المدن وكانوا يفرضون الجزية على أهل البلاد المفتوحة، وبعد أن ذاق اليهود طعم الآمان وحلاوة الاستقلال والانتصارات العسكرية...
ظهرت ردة واسعة فيما بينهم حيث قاموا بترك دين التوحيد، وتوجهوا إلى عبادة الأصنام، فقد عبدوا الوثنين..
(بلعيم وعشتا روت)، فهم بدلا من عرض دين التوحيد على البلاد المفتوحة أخذت أغلبيتهم تترك دين التوحيد وتعبد الأصنام، فسلط الله عليهم (الآدوميين) حيث غزوا الدولة اليهودية في عهد ملكهم (كوشان رشعائيم) فاحتل معظم المملكة اليهودية، وفرض عليهم الجزية، واستعبدهم لثماني سنوات حتى حررهم (عتئيل بن قناز) وهو قاض يهودي موحد حارب المحتلين وطردهم وأعاد اليهود إلى دين التوحيد...
وبعد ان سادهم الهدوء أربعين سنة...
ارتد اليهود للمرة الثانية فغزاهم (الموآبيون) بقيادة (عجلون) فأذلوهم 18 عاما حتى حررهم القائد اليهودي الموحد (آهود بن جبرا)
ثم ساد الهدوء ثمانين سنة..
بعدها انتشرت الوثنية ..
(وعبد بني إسرائيل البلعيم والعشتاروت، وآلهة آرام، وآلهة صيدون وآلهة موآب وآلهة بن عمون وآلهة القسطنطينيين وتركوا الرب ولم يعبدوه) سفر القضاة، ص4.
فحياة بني إسرائيل كانت خلال فترة القضاة حياة بدائية فاقدة كل مظهر حضاري مضطربة أشد الاضطراب بسبب الانحرافات الخلقية والدينية والانتفاضات الداخلية والغزوات الخارجية التي لم تهدأ ..ما ان تقوم حتي تنحدر بقوة اكبر!!!
بعد ذلك أصبح حكام بني إسرائيل يلقبون بالملوك، وأول ملوك هذه الحقبة هو طالوت الذي جاء في التوارة باسم (شاؤل) والذي باركه ونصبه النبي صموئيل ...
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(247) ) البقرة
سبحان الله فهذا نبيهم يخبرهم ان الله سبحانه وتعالي قد اختار لهم ملكا ومع ذلك يتمردوا حتي ايده الله باية لكي يؤمنوا !!!
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) البقرة
وقد حررهم من العمونيين وأعادهم إلى ديانة التوحيد...
وفي عهد النبيين داوود وسليمان عليهما السلام عاشت الدولة اليهودية عهد الاستقرار والتوحيد والهدوء ، وقاد داوود بني إسرائيل في أفضل انتصاراتهم، وشرع ببناء المسجد الأقصى وحطم بيوت الأصنام وبلغت الدولة العبرانية (اليهودية) عهدها الذهبي في ظل سليمان عليه السلام الذي حكمهم 40 سنة. وقد أثنى الله تعالى في كتابه العزيز على داوود وسليمان...
بعد موت سليمان عليه السلام حدث انقسام في الدولة اليهودية وأصبحت دولتين واحدة في الجنوب عاصمتها أورشليم (القدس) وتضم قبيلتي يهوذا وبنيامين، والثانية في الشمال عاصمتها السامرة وتضم قبائل الأسباط العشرة الباقية...
وتلاحظ فيما بعد ان كلا الدولتين اصبحت وثنية مرتدة، وقد استمرت مملكة يهوذا في أورشليم ومملكة إسرائيل في السامرة ..
حتي جاء نبوخذ نصر ودمر مادمر واخذ اغلبهم اسري حتي حقق كورش الفارسي نصرا علي البابليين بمساعدة اليهود فكافأهم بالسماح لهم بالعودة وبناء هيكلهم المزعوم (حيث اصبح مبني فقط )وتم تدوين التلمود الفارسي والتلمود الفلسطيني ليحلا مكان التوراة!!
ومع ذلك ظل التناحر والحروب بين الدولتين تدور رحاها بين فتن وإنقلابات وانعدام كامل للأمن والاستقرار(حتي يومنا هذا لايوجد وفاق بينهم ..سوف نتناوله في حينه )، وخاضت الدولتان عدة حروب أهلية، وحروبا مع أهل الشام الاصليين من آراميين وموآبيين وآدوميين وعمونيين وفلسطينيين. ثم مر زمان على بني إسرائيل أصبحوا خلاله مستهدفين من قبل الإمبراطوريات الشرقية والغربية حتى أنهكتهم الغزوات والحروب ثم تلاشى كيانهم السياسي بشكل كامل وتحولوا إلى شتات. ويبدو أن اليهود مارسوا انحرافات هائلة في ظل الدولة ثم في ظل الدولتين بعد الانقسام مما جر عليهم عقوبات متواترة انتهت بهم إلى التمزق الكامل....
، ويستعرض القرآن خطايا بني إسرائيل في مواضع متفرقة:
... قتل الأنبياء: عند ارتداد بني إسرائيل وعبادتهم الأصنام أخذوا يعذبون الأنبياء ويقتلونهم، وقد تحول بيت المقدس إلى سجن رسمي للأنبياء وأتباعهم، قال تعالى:
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) البقرة
(وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) البقرة
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) ال عمران
ومما سرده التاريخ يتضح جليا قدر ماعاناه أنبياء بني إسرائيل من القتل والسجن والتشريد، مثل:
وعانى أشيعا من (آحاز بن يوثام)..
كما عانى النبي الياس من الطاغية (آحاب) الوثني..
وكذلك أخيا، يوشع، عاموص في عهد الملك اليهودي الوثني (ياربعام) ..
وقد سجن ملكهم (صدقيا) النبي (أرميا) وعذبه فأطلق سراحه الغزاة البابليون ..
أما النبي دانيال فقد كذبه اليهود رغم أنه كان يبلغهم الرسالة وهم في معسكر الأسر البابلي..
أما عن مقتل انبياء الله زكريا ويحيى عليهما السلام فحدث ولا حرج عما استباح اليهود جسدهما..
وكانت جريمتهم بحق السيد المسيح وأمه عليهما السلام هي التي قصمت ظهر المملكة اليهودية على أيدي الغزاة الرومان..
كانت بعثة السيد المسيح عليه السلام في وقت كانت أورشليم محتلة من قبل الرومان، والوثنية مهيمنة، والحاخامات المنحرفون يحكمون باسم الرومان، وكانت فئة الموحدين اليهودي (الحسيدية) مضطهدة ومعزولة، ومنهم خرج أصحاب المسيح وحواريوه، فأخذ الكهنة يحرضون الوالي الروماني (بيلاتوس) على قتل المسيح حيث اعتقلوه وسلموه إلى بيلاتوس وبعد التحقيق مع السيد المسيح وجدوه بريئاً فقرر الوالي العفو عنه، إلاّ أن اليهود ألحوا عليه فسلمه إلى الحاخامات فـ(صلبوه) على حسب ظنهم، وجاء في إنجيل يوحنا: ((فخرج بيلاطوس وهو حامل إكليل الشوك وثوب الأرجوان، فقال لهم بيلاطوس هوذا الإنسان كلما رآه الكهنة والخدام صرخوا قائلين: اصلبه.. اصلبه.. قال لهم بيلاطوس أأصلب ملككم؟ أجاب رؤساء الكهنة: ليس لنا ملك إلا قيصر فحينئذ أسلم إليهم ليصلب فأخذوا يسوع ومضوا به، فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة)
وهذا يثبت أن اليهود استعانوا بالقيصر الوثني لقتل نبيهم الذي يدعوهم إلى التوحيد!!!
هل بعد كل ما سرد يظن احد انه بالامكان العيش بسلام مع هؤلاء؟؟؟؟
الحلقة القادمة اليهود والصهيونية حديثا!!!!