فتوح العربي
20-04-2010, 08:30 AM
هذه مصر فإن كذب التاريخ فنحن الكذابون,,,,
فمصر....
في القرآن الكريم ذكرت خمس مرات اسما في قوله تعالي,,,
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتا يونس87ً
" وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ يوسف21
" وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ يوسف99
" وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ الزخرف 51
وفي قوله تعالي في سورة البقرة قال : اهْبِطُوا مِصْرًا البقرة 61
وواضح أن كلمة( مِصْرًا) الأمر الذي يسترعي الانتباه هو قوله تعالي.
" اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ .. البقرة 61
فكلمة " مصر" هنا لا تدل علي مصر البلد (الموطن) وإنما تعني المدينة المتحضرة أي مدينة متحضرة في أي مكان . فكلمة ( مِصْرًا) في الآية جاءت مفعولا به منصوبا وهي منونة (مِصْرًا) أي ليست ممنوعة من الصرف ..
• فالإعجاز اللغوي للقران أوضح التفرقة اللغوية الدقيقة بين كلمة " مصر" في الآيتين توضح أن كلمة "مصر" لها معنيان :
أولا ...معني الوطن الذي يعيش فيه المصريون ..
ثانيا ..معني المدينة المتحضرة .
ومن هنا يظهر الفرق جليا بين القرية والمدينة المتحضرة..
وأيضا ذكرت مجازي سبع وثمانون مرة أهمها علي الإطلاق قوله تعالي...
{ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِمِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) } القصص
ولكل إنسان الحق في أن يبحث كيفما شاء عن معني البقعة المباركة لكي يعلم مدي قدسيتها ليس عند العبد فقط وإنما عند المولي سبحانه وتعالي ويكفيها شرفا إن الله اختارها دون عن بقاع الأرض جمعاء ليتجلى عليها في قوله تعالي..
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)
أما .....
.... شعبها فقد سجل القران الكريم وأنصفه في قوله تعالي..
" قَالُوا: لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنْ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى .. سورة طه.
.. وهنا نستنتج من الآيات بأن إيمان بعض المصريين قبيل الرسالات إيمانا فطريا فقد امنوا برسالة موسي وأخيه هارون عليهم السلام بأية واحدة في قوله تعالي..
(قَالُوا يَا مُوسَـى إِمَّـا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّـا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى . قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى . فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى . قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى . وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُـوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى . فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُـوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى)..
ولقد..
.....سطر التاريخ بعد هذه الحادثة أول تضحية لرسالة موسي عليه السلام للمصريين .... وهي الإيمان لدي المصريين وقبيل بني إسرائيل برب موسي وهارون عليهما السلام ..
أما عن تاريخ مصر فحدث ولاحرج...
أول حضارة في التاريخ مازال منها شامخ يكاد ينطق !!!
أول إمبراطورية دستورية حكومية في التاريخ القديم !!!
أول شعب أخترع الكتابة وعرف معني كلمة ( أقرأ )!!!
هذه هي مصر والماضي !!
أما العصر الحديث....
...... كم من الإمبراطوريات حطمت وانتهت علي أرض مصر..
حتى حركات التحرر في العالم العربي اليمن والجزائر والسودان وليبيا حتى الكويت وقطر ...
هذه هي مصر وستظل حتى قيام الساعة مصر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وللعلم ..هنالك من سيقول ماضي وانتهي!!!
ولكنني أقول..
- إن عظمة الأحداث لا تقاس بعظمة الأفراد الذين هم في بؤرتها ...ولا بعظمةالمؤسسات التي تقف وراءها...وإنما تقاس بعظمة الشعوب التي تجري تلك الأحداث على أراضيها..
إن منبع العظمة والفخار في هذا الحدث التاريخي هم...
. أبناء هذا الشعب المصري العربي الكريم الأبي... الضاربة جذوره في الحضارة...منذ عرف البشر معنى الحضارة...الراسخة أقدارهم وعظمتهم على مدى التاريخ...منذ عرفت البشرية معنى التاريخ...ومنذ أن دونت أول سطور التاريخ.
لكي يقول كلمته ولا ينساق وراء الكلمات المعسولة والوافدة علينا من المشرق والمغرب!!
ولا ينسي هذا الشعب انه أول….
شعب شيد أضخم البنايات في حضارته بل وفي كل حضارات العالم لغير هدف سوى أن يكتب على جدرانها التاريخ...
شعب صنع والتاريخ المكتوب طفل يحبو.. هياكله الخالدة خلود التاريخ لا ليسكنها بشر... بل لتسكنها الحقيقة...
شعب سمي متاحفه المفتوحة تلك معابد...وهناك عبد الخير والحق والجمال والفضيلة والحقيقة...وفي أعمق أعماق إيمانه لم يعن بذلك كله أحدا غير الله...
شعب كانت حروف هجاءه صورا...فرسم التاريخ مصورا... فخلدت الصور التاريخ ...وخلد التاريخ الصور...
شعب أفرد لكل معنى من معاني العطاء الإلهي صورة ذات حرف مفرد تمييزا لها عن سائر الكلمات وعن سائر حروف الكلام ...وما ابتدعوا...فكل مصري يعلم أن حروف معجمه صور...وأن كل صورة حرف...وأن المعاني المقدسة فقط تتكون من حرف واحد ...غير تلك المعدودة حروف الهجاء... فالشعب المصري القديم عاشق للتاريخ...رأى أن يخلد معانيه المقدسة العظيمة بل والعظماء من أبناءه المبدعين حروفا لا كلمات...فكان على من يريد أن يتعلم حروف الهجاء...أن يتعلم حروف التاريخ...كان على من يريد تعلم القراءة والكتابة... أن يتعلم معهما بل قبلهما التاريخ.
لقد عد الغريبين عن لغة هذا الشعب...اللاجئون في أرضه طلبا للغذاء والمأوى من الجدب في بلادهم ... صوره التي عبر بها عن معاني العطاء الإلهي أوثانا... يعبدها شعب غارق في الوثنية حتى لم يترك معنى إلا وجعل له "صورة"... ولا رجلا أو امرأة بلغ من العظمة مبلغا إلا "صوره" وعبده... ناسين أو متناسين أن لغة المصري وحروف هجاءه ما هي إلا صور في أصلها ومعناها
لقد نشروا في وعي حضارات العالم ...وعبر تاريخه...تصورهم المريض ذلك عن شعب هو أول من عرف التوحيد الخالص...وعبر عن التوحيد الخالص...وحارب من أجل التوحيد الخالص.
لقد نسي الذين اتهموا مصر بالوثنية أنهم ما إن خرجوا من أرض مصر التي لا تعرف الوثنية ولا تسجد للصور...حتى واجهتهم الوثنية في أبشع صورها...صورة "بعل"... العجل المقدس ذي القرنين...الذي هرب إبراهيم عليه السلام بدينه من الأرض التي انتشرت فيها عبادته إلى أرض مصر التي ما زالت على التوحيد والحنيفية...
الأرض التي هبطها يوسف والأسباط بدعوة التوحيد لأنها كانت ما تزال الأقرب للحنيفية من مشرق العالم الذي قدس الثور ذي القرنين وما زال يقدسه إلى اليوم...
لقد ضل فرعون مصر بعد أن تضائل الدين في قلوب المصريين...واستخف قومه فأطاعوه...لكنه لم يأمرهم بعبادة وثن ولا حجر...ولا السجود للشمس ولا للقمر...بل ادعى الربوبية لنفسه... لأن المصري ببساطة يعلم أن الله إله حي...لا قطعة من الحجر...ولم يذهب فرعون بعيدا عما ذهب له بعض الغلاة من مجوس هذه الأمة الذين يزعمون أن روح الله تحل على أناس منهم سموا أنفسهم أرواح الله وآيات الله.
ورغم ضلال فرعون ...ظلت مصر أرضا لا تعرف الأصنام ...تلك الأرض التي ما إن خرج بني إسرائيل من حدودها حتى طلبوا عبادة العجل الفارسي مع العابدين...
لقد "أشربوا في قلوبهم العجل"...فرفعوا كورش الفارسي الذي جعل من نفسه رمزا لهذا الإله "البعل"...والذي استقرت عليه صورة هذا الصنم المعبود حتى اليوم...صورة إنسان محارب له لحية وعلى رأسه خوذة يزينها قرني ثور...صورة كورش الفارسي!!!
لقد كتبوا التوراة بأيديهم ومنها إصحاح كامل يتحدث عن مسيح الرب كورش الذي أنقذ بني إسرائيل من العذاب المهين...وأعاد بناء هيكلهم المقدس في بلادهم...
لقد أجلاهم كورش الفارسي ببساطة لأنهم كانوا سبب سقوط دولة أعدائه البابليين وانسحاقها تحت قدميه بما أفرزوه في جسدها من فتن ودسائس وانحلال أخلاقي لم يرد كورش أن يكون له وجود في حدود إمبراطوريته...فليرحل هؤلاء إذن إلى حيث جاءوا...
ولكنهم عبدوا كورش الذي اتخذ لنفسه شكل العجل ذي القرنين وصفة الإله البعل الذي أشربوه في قلوبهم ولم تطهر منه على مر الأجيال ولا تعاقب الدول...فجعلوه في التاريخ هو ذو القرنين الذي ملكه الله قرني الشمس وأعطاه سلطة على الزمان والمكان...وآتاه من كل شئ سببا...
نعم كان كورش ذو قرنين...ولكنهما قرني العجل البعل المعبود من دون الله... لا قرني العبد الصالح المقرب عند الله.
لم يزد ما فعله كورش الفارسي عما فعلته أوروبا بعد أن ضمدت جراح حربيها العالميتين الطاحنتين التي أشعلها هؤلاء المنتشرون على أراضها كالسرطان القاتل...فشحنتهم في سفن ألقت بهم على ساحل فلسطين لا حبا في إقامة دولة لهم قدر ما كان تخلصا من شرورهم.
إن اليد التي تحاول أن تبش مخالبها في ظهر مصر لتوخز طعنة الغدر في عاصمة النور والآمان والإسلام مصر..هي نفس يد ذلك الحلف القديم...حلف عبادة العجل الفارسي...كورش ذو القرنين.
الحلف الذي وفر لإمام الزمان ومفجر ثورة الزور والبهتان ملاذا آمنا وترتيبا مخابراتيا متقنا...ليضعه من جديد على عرش جده كورش...بعد أن تعهد لمنظماتهم الصهيونية جميعها أن يسير معهم بسيرة جده كورش.
إن هذا الحلف القديم باق.. باق.. باق...وأقسم بالله لكل المصريون الخلصاء أن هذا الحلف نفسه هو من يقف وراء أحداث العراق الدامية النازفة أمامكم اليوم لا لشئ سوى ليذبح العراق العربي الإسلامي قربانا على مذبح كورش الفارسي ...البعل ذو القرنين... معبود اليهود القديم.
كما يقف وراء أحداث اليمن والصومال واريتريا ناهيكم عما يحاك لدول الخليج..
إن التعاون قائم وموجود ومتسارع في هذه الأيام كما لم يتسارع من قبل...
فمصر....
في القرآن الكريم ذكرت خمس مرات اسما في قوله تعالي,,,
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتا يونس87ً
" وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ يوسف21
" وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ يوسف99
" وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ الزخرف 51
وفي قوله تعالي في سورة البقرة قال : اهْبِطُوا مِصْرًا البقرة 61
وواضح أن كلمة( مِصْرًا) الأمر الذي يسترعي الانتباه هو قوله تعالي.
" اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ .. البقرة 61
فكلمة " مصر" هنا لا تدل علي مصر البلد (الموطن) وإنما تعني المدينة المتحضرة أي مدينة متحضرة في أي مكان . فكلمة ( مِصْرًا) في الآية جاءت مفعولا به منصوبا وهي منونة (مِصْرًا) أي ليست ممنوعة من الصرف ..
• فالإعجاز اللغوي للقران أوضح التفرقة اللغوية الدقيقة بين كلمة " مصر" في الآيتين توضح أن كلمة "مصر" لها معنيان :
أولا ...معني الوطن الذي يعيش فيه المصريون ..
ثانيا ..معني المدينة المتحضرة .
ومن هنا يظهر الفرق جليا بين القرية والمدينة المتحضرة..
وأيضا ذكرت مجازي سبع وثمانون مرة أهمها علي الإطلاق قوله تعالي...
{ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِمِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) } القصص
ولكل إنسان الحق في أن يبحث كيفما شاء عن معني البقعة المباركة لكي يعلم مدي قدسيتها ليس عند العبد فقط وإنما عند المولي سبحانه وتعالي ويكفيها شرفا إن الله اختارها دون عن بقاع الأرض جمعاء ليتجلى عليها في قوله تعالي..
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)
أما .....
.... شعبها فقد سجل القران الكريم وأنصفه في قوله تعالي..
" قَالُوا: لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنْ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى .. سورة طه.
.. وهنا نستنتج من الآيات بأن إيمان بعض المصريين قبيل الرسالات إيمانا فطريا فقد امنوا برسالة موسي وأخيه هارون عليهم السلام بأية واحدة في قوله تعالي..
(قَالُوا يَا مُوسَـى إِمَّـا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّـا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى . قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى . فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى . قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى . وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُـوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى . فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُـوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى)..
ولقد..
.....سطر التاريخ بعد هذه الحادثة أول تضحية لرسالة موسي عليه السلام للمصريين .... وهي الإيمان لدي المصريين وقبيل بني إسرائيل برب موسي وهارون عليهما السلام ..
أما عن تاريخ مصر فحدث ولاحرج...
أول حضارة في التاريخ مازال منها شامخ يكاد ينطق !!!
أول إمبراطورية دستورية حكومية في التاريخ القديم !!!
أول شعب أخترع الكتابة وعرف معني كلمة ( أقرأ )!!!
هذه هي مصر والماضي !!
أما العصر الحديث....
...... كم من الإمبراطوريات حطمت وانتهت علي أرض مصر..
حتى حركات التحرر في العالم العربي اليمن والجزائر والسودان وليبيا حتى الكويت وقطر ...
هذه هي مصر وستظل حتى قيام الساعة مصر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وللعلم ..هنالك من سيقول ماضي وانتهي!!!
ولكنني أقول..
- إن عظمة الأحداث لا تقاس بعظمة الأفراد الذين هم في بؤرتها ...ولا بعظمةالمؤسسات التي تقف وراءها...وإنما تقاس بعظمة الشعوب التي تجري تلك الأحداث على أراضيها..
إن منبع العظمة والفخار في هذا الحدث التاريخي هم...
. أبناء هذا الشعب المصري العربي الكريم الأبي... الضاربة جذوره في الحضارة...منذ عرف البشر معنى الحضارة...الراسخة أقدارهم وعظمتهم على مدى التاريخ...منذ عرفت البشرية معنى التاريخ...ومنذ أن دونت أول سطور التاريخ.
لكي يقول كلمته ولا ينساق وراء الكلمات المعسولة والوافدة علينا من المشرق والمغرب!!
ولا ينسي هذا الشعب انه أول….
شعب شيد أضخم البنايات في حضارته بل وفي كل حضارات العالم لغير هدف سوى أن يكتب على جدرانها التاريخ...
شعب صنع والتاريخ المكتوب طفل يحبو.. هياكله الخالدة خلود التاريخ لا ليسكنها بشر... بل لتسكنها الحقيقة...
شعب سمي متاحفه المفتوحة تلك معابد...وهناك عبد الخير والحق والجمال والفضيلة والحقيقة...وفي أعمق أعماق إيمانه لم يعن بذلك كله أحدا غير الله...
شعب كانت حروف هجاءه صورا...فرسم التاريخ مصورا... فخلدت الصور التاريخ ...وخلد التاريخ الصور...
شعب أفرد لكل معنى من معاني العطاء الإلهي صورة ذات حرف مفرد تمييزا لها عن سائر الكلمات وعن سائر حروف الكلام ...وما ابتدعوا...فكل مصري يعلم أن حروف معجمه صور...وأن كل صورة حرف...وأن المعاني المقدسة فقط تتكون من حرف واحد ...غير تلك المعدودة حروف الهجاء... فالشعب المصري القديم عاشق للتاريخ...رأى أن يخلد معانيه المقدسة العظيمة بل والعظماء من أبناءه المبدعين حروفا لا كلمات...فكان على من يريد أن يتعلم حروف الهجاء...أن يتعلم حروف التاريخ...كان على من يريد تعلم القراءة والكتابة... أن يتعلم معهما بل قبلهما التاريخ.
لقد عد الغريبين عن لغة هذا الشعب...اللاجئون في أرضه طلبا للغذاء والمأوى من الجدب في بلادهم ... صوره التي عبر بها عن معاني العطاء الإلهي أوثانا... يعبدها شعب غارق في الوثنية حتى لم يترك معنى إلا وجعل له "صورة"... ولا رجلا أو امرأة بلغ من العظمة مبلغا إلا "صوره" وعبده... ناسين أو متناسين أن لغة المصري وحروف هجاءه ما هي إلا صور في أصلها ومعناها
لقد نشروا في وعي حضارات العالم ...وعبر تاريخه...تصورهم المريض ذلك عن شعب هو أول من عرف التوحيد الخالص...وعبر عن التوحيد الخالص...وحارب من أجل التوحيد الخالص.
لقد نسي الذين اتهموا مصر بالوثنية أنهم ما إن خرجوا من أرض مصر التي لا تعرف الوثنية ولا تسجد للصور...حتى واجهتهم الوثنية في أبشع صورها...صورة "بعل"... العجل المقدس ذي القرنين...الذي هرب إبراهيم عليه السلام بدينه من الأرض التي انتشرت فيها عبادته إلى أرض مصر التي ما زالت على التوحيد والحنيفية...
الأرض التي هبطها يوسف والأسباط بدعوة التوحيد لأنها كانت ما تزال الأقرب للحنيفية من مشرق العالم الذي قدس الثور ذي القرنين وما زال يقدسه إلى اليوم...
لقد ضل فرعون مصر بعد أن تضائل الدين في قلوب المصريين...واستخف قومه فأطاعوه...لكنه لم يأمرهم بعبادة وثن ولا حجر...ولا السجود للشمس ولا للقمر...بل ادعى الربوبية لنفسه... لأن المصري ببساطة يعلم أن الله إله حي...لا قطعة من الحجر...ولم يذهب فرعون بعيدا عما ذهب له بعض الغلاة من مجوس هذه الأمة الذين يزعمون أن روح الله تحل على أناس منهم سموا أنفسهم أرواح الله وآيات الله.
ورغم ضلال فرعون ...ظلت مصر أرضا لا تعرف الأصنام ...تلك الأرض التي ما إن خرج بني إسرائيل من حدودها حتى طلبوا عبادة العجل الفارسي مع العابدين...
لقد "أشربوا في قلوبهم العجل"...فرفعوا كورش الفارسي الذي جعل من نفسه رمزا لهذا الإله "البعل"...والذي استقرت عليه صورة هذا الصنم المعبود حتى اليوم...صورة إنسان محارب له لحية وعلى رأسه خوذة يزينها قرني ثور...صورة كورش الفارسي!!!
لقد كتبوا التوراة بأيديهم ومنها إصحاح كامل يتحدث عن مسيح الرب كورش الذي أنقذ بني إسرائيل من العذاب المهين...وأعاد بناء هيكلهم المقدس في بلادهم...
لقد أجلاهم كورش الفارسي ببساطة لأنهم كانوا سبب سقوط دولة أعدائه البابليين وانسحاقها تحت قدميه بما أفرزوه في جسدها من فتن ودسائس وانحلال أخلاقي لم يرد كورش أن يكون له وجود في حدود إمبراطوريته...فليرحل هؤلاء إذن إلى حيث جاءوا...
ولكنهم عبدوا كورش الذي اتخذ لنفسه شكل العجل ذي القرنين وصفة الإله البعل الذي أشربوه في قلوبهم ولم تطهر منه على مر الأجيال ولا تعاقب الدول...فجعلوه في التاريخ هو ذو القرنين الذي ملكه الله قرني الشمس وأعطاه سلطة على الزمان والمكان...وآتاه من كل شئ سببا...
نعم كان كورش ذو قرنين...ولكنهما قرني العجل البعل المعبود من دون الله... لا قرني العبد الصالح المقرب عند الله.
لم يزد ما فعله كورش الفارسي عما فعلته أوروبا بعد أن ضمدت جراح حربيها العالميتين الطاحنتين التي أشعلها هؤلاء المنتشرون على أراضها كالسرطان القاتل...فشحنتهم في سفن ألقت بهم على ساحل فلسطين لا حبا في إقامة دولة لهم قدر ما كان تخلصا من شرورهم.
إن اليد التي تحاول أن تبش مخالبها في ظهر مصر لتوخز طعنة الغدر في عاصمة النور والآمان والإسلام مصر..هي نفس يد ذلك الحلف القديم...حلف عبادة العجل الفارسي...كورش ذو القرنين.
الحلف الذي وفر لإمام الزمان ومفجر ثورة الزور والبهتان ملاذا آمنا وترتيبا مخابراتيا متقنا...ليضعه من جديد على عرش جده كورش...بعد أن تعهد لمنظماتهم الصهيونية جميعها أن يسير معهم بسيرة جده كورش.
إن هذا الحلف القديم باق.. باق.. باق...وأقسم بالله لكل المصريون الخلصاء أن هذا الحلف نفسه هو من يقف وراء أحداث العراق الدامية النازفة أمامكم اليوم لا لشئ سوى ليذبح العراق العربي الإسلامي قربانا على مذبح كورش الفارسي ...البعل ذو القرنين... معبود اليهود القديم.
كما يقف وراء أحداث اليمن والصومال واريتريا ناهيكم عما يحاك لدول الخليج..
إن التعاون قائم وموجود ومتسارع في هذه الأيام كما لم يتسارع من قبل...