المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عربستان " الأهواز " تحت القبضة الحديدية لإيران



م. صبري النجار
13-04-2010, 08:40 PM
http://www.grenc.com/sfiles/alahwaz/images/alahwaz_file.gif


عربستان " الأهواز " تحت القبضة الحديدية لإيران"صديقة العرب " ! (http://www.grenc.com/sfiles/alahwaz/show_article.cfm?id=13902)
http://www.grenc.com/sfiles/alahwaz/show_article.cfm?id=13902 (http://www.grenc.com/sfiles/alahwaz/show_article.cfm?id=13902)


بقلم : احمد النعيمي




تقع الأحواز إلى الجنوب الشرقي من العراق وتشكل القسم الشمالي الشرقي من العالم العربي ، وتطل على رأس وشرق الخليج العربي وشط العرب من خلال حدودها الجنوبية ، يحدها من الغرب محافظة البصرة وبيسان العراقيتان ، ومن الشرق والشمال جبال زاخروس . وتبلغ مساحتها 370 ألف كم مربع .. وقد قامت إيران سنة 1936م باقتطاع 53 ألف كم مربع ونصف – تحت ستار إجراء التنظيمات الإدارية الحديثة – من أراضي الأحواز وضمتها إلى ولايات أخرى مجاورة .
وأطلق على هذا الإقليم العربي عدة تسميات ، مثل الأحواز ، الأهواز ، عربستان ، خوزستان ..
فالأحواز هو جمع لكلمة " حوز " التي تعني الحيازة والتملك ، وهي تستخدم للدلالة على الأراضي التي اتخذها فرد وبيّن حدودها وامتلكها ، وعندما فتح المسلمون بلاد فارس أطلقوا على الإقليم كله " الأحواز " وأطلقوا على العاصمة " سوق الأحواز " للتفريق بينهما .
وكلمة الأهواز هي نفسها الأحواز لان اللسان الفارسي ينطق الحاء هاءا .
وفي عهد الدولة الصفوية أطلقوا عليها اسم " عربستان " أي إقليم العرب وهو دليل اعتراف من الفرس أنفسهم بعروبة هذه المنطقة وعدم تبعيتها لهم ، وفي عهد الشاة رضا تم احتلال المنطقة عسكريا سنة 1925م وفرض الفرس سيطرتهم عليها وأطلقوا عليها اسم " خوزستان " أي بلاد القلوع والحصون ، وهي التي بناها المسلمون بعد معركة القادسية .


ومن أهم مدنها " الأحواز " وهي العاصمة ، والمحمرة وعبادان والحويزة وتستر وشوشتر ومدينة السوس والفلاحية ومسجد سليمان .. وغيرها .


والشعب الأحوازي شعب عربي ينتمي إلى قبائل عربية جاءت في موجات متتالية إلى الأحواز من الجزيرة العربية واستقرت فيه قبل الإسلام وبعده .. ومن القبائل العربية المنتشرة هناك .. قبائل بني كعب ، وبني طي ، وبني تميم ، وبني أسد ، وبني ربيعة ، والأوس ، والخزرج ، وبني مرة .. وغيرهم .


يذكر الرحالة كريستين نيبور الذي زار الأحواز سنة 1772م : ((أن العرب هم الذين يمتلكون جميع السواحل البحرية للقسم الشرقي من الخليج العربي ، وأنه يستحيل تحديد الوقت الذي أنشأ فيه العرب موطنهم على الساحل ، وقد جاء في السير القديمة أن العرب أنشئوا هذا الموطن منذ عصور سلفت ، وإذا استعنا بالملاحم القليلة التي وردت في التاريخ القديم أمكن التخمين بأن هذه المواطن العربية نشأت في عهد أول ملوك الفرس في القرن السادس قبل الميلاد تقريبا ، وأن ملوك الفرس لم يتمكنوا قط أن يكونوا أسياد ساحل البحر )) ويضيف قائلا : ((عربستان مستقلة عن بلاد فارس ، وأن لأهلها لسان العرب وعاداتهم ، وأنهم يتعشقون الحرية إلى درجة قصوى شأن إخوانهم في البادية )) ..


ويشكل العرب في الأحواز 9 مليون نسمة من سكان إيران ، كانوا يشكلون سابقا 99 % من الإقليم ولكنهم أصبحوا الآن 95% بفعل سياسة الحكومة الإيرانية في تشجيع الفرس على الهجرة إلى الإقليم والاستيطان فيه .. وفي تهجير السكان الأصليين العرب منه في محاولة من إيران لطمس الهوية العربية من هذا الإقليم ، وهو الشيء نفسه الذي يعمله الإيرانيون في العراق الآن .. فقد ادخلوا الآلاف من الفرس إلى العراق وخصوصا المناطق الجنوبية ، وتم إعطائهم الجنسية العراقية بمساعدة الحكومة العراقية ، التي هي تربية إيرانية في المنشأ والأصل ..


وقد دخل الإسلام إلى الأحواز بعد الهزيمة النكراء للجيش الفارسي في معركة القادسية على يد القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سنة 636م ، واستكمل بسط النفوذ عليها سنة 637م ، وألحقت بولاية البصرة حتى العام 132 هـ ، ثم صارت ولاية مستقلة في العهد العباسي " 132 – 265 هـ " وصارت احد المراكز المهمة في تجارة الدولة العباسية المركزية حيث أولى العباسيون الأحواز وجنوب العراق اهتماما خاصا .. ثم بقيت بعدها تتأرجح بين التبعية للخلافة العباسية والاستقلالية عنها ..
وفي أواخر الخلافة العباسية نشأت فيها عدة إمارات كان أقواها "إمارة بني أسد " وقد اتخذوا من مدينة الأحواز عاصمة لهم .. ونتيجة للصراعات الدموية بينها وبين الرافضة البويهيين وخصوصا سنة 405 هـ / 1012م أدى هذا إلى ضعف هذه الإمارة على المنطقة ، وقيام إمارات أخرى منها " إمارة بني عامر " و" إمارة وال كثير " و " إمارة خفاجة " ، إلى أن سقطت الخلافة العباسية بيد المغول سنة 656 هـ / 1258م .
ولما ضعف المغول تمكن الأحوازيون من إنشاء إمارة بقيادة محمد بن فلاح عرفت باسم إمارة " المشعشعين العربية " وكانت عاصمتها مدينة الحويزة سنة 844 هـ / 1446م .. وفي عام 914 هـ / 1516م أكملت هذه الإمارة سيطرتها على باقي الأحواز والمناطق المجاورة لها ، في الوقت الذي لم يكن فيه للفرس أي وجود سياسي .
وفي عام 1501م انشأ إسماعيل الصفوي الدولة الصفوية ، وهاجم الأحواز وسيطر عليها واخضع الأحواز إلى نفوذ الفرس وأطلق عليها اسم عربستان ، لتتحول من استقلالية ذاتية إلى تبعية تحت سلطة الحكم الصفوي ، ولكن مبارك بن عبد المطلب المشعشي " 1588 – 1616م " أعاد السيطرة على عربستان وطرد الفرس منها ، ليعود إليها استقلالها الذاتي من جديد.
ولكن بقي الصراع مع الإمارة المشعشعية مستمرا .. فمرة من جهة العثمانيين ومرة أخرى من جهة الصفويين ، وبعد هزيمة الصفويين بقيادة عباس شاه على يد الأتراك العثمانيون واسترداد مدينة بغداد من أيديهم ، تم توقيع معاهدة " قصر شيرين " ليعود فيها العراق إلى الحكم العثماني ، واعتراف هاتان الدولتان في هذه المعاهدة باستقلال الدولة المشعشعية في الأحواز .
ورغم هذا الاعتراف باستقلال الأحواز إلا أن الفرس كانوا يحاولون جاهدين السيطرة عليها ، فخاضت هذه الإمارة مع الرافضة الصفويين عدة معارك مرة تكون الغلبة فيها للصفويين وأخرى تعود إلى الأحوازيين ، وهكذا بقيت الإمارة بين تبعية فارسية واستقلال ذاتي إلى أن انتهت سنة 1724م .
وبعدها سيطرت على الأحواز " إمارة كعب أبو ناصر " التي قامت إلى جوار إمارة المشعشعين سنة 1103 هـ / 1690م وكان مركزها مدينة الفلاحية بالقرب من مدينة الدورق التاريخية ، وفي سنة 1832م استغل جابر بن مردوا ضعف أمراء أبو ناصر، فقام بإنشاء إمارة " كعب آل أبو كاسب " في مدينة المحمرة ، وذلك من خلال مساندة الصفويين له ، على أن يكون عونا لهم في المنطقة ..
وبعد معاهدة " ارض روم " الثانية بين العثمانيين والصفويين سنة 1848م .. ألحقت الأحواز بإيران ، فقام الشاه الإيراني " ناصر الدين شاه القاجاري " بإصدار مرسوم يعترف فيه ، بالاستقلال الذاتي لحليفه جابر بن مردوا سنة 1857م ..
وبقيت الأحواز على ذلك إلى أن سقطت الدولة العثمانية ، وتقاسم الانجليز والفرنسيون العالم الإسلامي ووفق معاهدة سايكس بيكو قسمت بلاد الشام والعراق إلى دول ، واقتطعت أجزاء منه مثل فلسطين وتم منحها إلى اليهود .. وسلخ لواء الأسكندرون من سوريا وأعطيت لتركيا ، وتغاضت بريطانيا عن الأحواز التي كانت قد منحت استقلالا ذاتيا من قبل وتم ضمها إلى إيران .. إذ كان الأوربيون وقتها ، بحاجة إلى الأتراك العلمانيين والفرس واليهود لتمزيق الأمة الإسلامية من خلال هذه المثلث الشيطاني اللعين ، بعد أن تمكنوا من القضاء على الخلافة العثمانية الإسلامية ..
وبالفعل فقد سيطر الشاه رضا على الأحواز عام 1925م ، بعد أن اتفق مع البريطانيين أن يتخلوا عن حماية إمارة الأحواز وأميرها ، فاستجابت له بريطانيا ومهدت له القضاء على الحكم العربي في الأحـواز وغضوا الطرف عنه ، فاحتلها عسكريا وضمها إلى مملكته .. وحاول الأمير خزعل أن يطلب من الانجليز الالتزام بتعهداتهم السياسية لحماية الأحواز وتقديم المساعدات العسكرية له ولكنها لم تحرك ساكنا – وهو نفس الشيء الذي فعله الانجليز مع الملك علي بن الحسين حيث تحالف معهم ضد إخوانه العثمانيين المسلمين ، ثم نكثوا عهودهم معه ، وقاموا بعدها بتقسيم بلاد الشام وإعطاء فلسطين لليهود – وتمت السيطرة الفارسية على عربستان في 20 نيسان 1925م واقتيد الأمير خزعل أسيرا إلى طهران وقامت بعدها المخابرات الإيرانية بخنقه سنة 1936م وبذلك زالت آخر إمارة عربية في عربستان ..
ومنذ سقوط إمارة الأحواز بيد الفرس وهم يعملون جاهدين على اقتلاع كل شيء يمت إلى العربية بصلة من صدور أبناء الشعب العربي الأحوازي وتفريسه...
وذلك من خلال جرائم بشعة وقذرة ، تمثلت بما يلي :


أولا : الإعدامات بطرق وحشية ..
ففي 24 من تشرين الثاني 2006م .. تم إعدام مجموعة لا تقل عن سبعة أشخاص ، تمّ إعدامهم بطرق وحشية دون تمتعهم بأية حقوق قانونية أو محاكمات مدنية عادلة ، مما أثار احتجاجات عنيفة في مختلف دول العالم .. وكان آخر هذه الإعدامات إعدام المناضل " زامل باوي " بتاريخ 31 من كانون الثاني 2008 .


ثانيا : الاعتقالات العشوائية ..
وحدث عنها ولا حرج فان السجون الإيرانية تعج على مدى ثمانيين عاما بمئات الآلاف من السجناء العرب ..


ثالثا : التهجير القسري للعرب ..
فقد عمل الفرس على تهجير العنصر العربي من الأحواز ومصادرة أراضيه ، وذلك من خلال شرائها من أصحابها .. والبيع يتم بشكل قسري ومن يرفض البيع يهدم بيته فوق رأسه كما حدث ذلك في آلاف المرات ، والحوادث في ذلك أكثر من أن تعد ، وعلى سبيل المثال فجزيرة قيس (كيش) الأحـوازية ؛ هجر أبنائها منها ، فمنهم من هجر إلى دول الخليج العربي و منهم من هجر إلى داخل العمق الإيراني .. ومن ثم استبدلتهم السلطات الإيرانية بمستوطنين فرس جلبتهم ليحلوا محل سكان الجزيرة الأصليين ونفس الشيء يحصل في الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران ..


فبعد الكشف عن وثيقة أعدتها السلطات الإيرانية لتهجير العرب من مناطقهم من خلال سلب المزيد من الأراضي الزراعية وتوطين أعداد كبيرة من المستوطنين الفرس الذين يتم جلبهم من خارج الإقليم –شهدت البلاد ثورات عارمة في نيسان 2005م سقط خلالها العشرات من الجرحى والقتلى ومئات من المعتقلين العرب ، الذين يسعون لرد الظلم عنهم ..
وفي الشهر التاسع من السنة نفسها أدت تصادمات بين الشرطية الإيرانية وعرب الأحواز إلى مقتل خمسة شبان وجرح آخرين .. وقد خرجوا مطالبين بإطلاق المعتقلين العرب في السجون الإيرانية ..


رابعا : الحرائق المفتعلة ..
عندما فشل الفرس رغم كل هذا الجرائم البشعة – وبالرغم من القبضة الحديدة التي تنتهجها السلطات الإيرانية ضد أبناء الشعب العربي الأحوازي لمنع تحركاتهم السلمية التي يسعون من خلالها لنيل حقوقهم الإنسانية ومنع الظلم الذي يحدث عليهم – في ثني إرادة الشعب العربي الأحوازي ، لجئوا – كما تفعل يهود الآن في فلسطين – إلى تقطيع الأشجار وحرقها في محاولة منهم لتهجير الشعب من أرضه .. ومن هذا الأعمال الحريق الهائل الذي وقع يوم الاثنين الموافق 21 شباط 2006م .. مما أدى إلى إتلاف أكثر من ثلاثة آلاف نخلة .. والحريق الآخر يوم 7 حزيران 2007 الذي أدى إلى إتلاف أكثر من خمسة آلاف شجرة .. وآخر هذه الحرائق كان يوم الثلاثاء الموافق 19 حزيران 2008م وقد قضى على ألف وخمسمائة شجرة ، ورفض الجانب الإيراني أن يعطي أي سبب لاندلاع الحريق !!



هذا ما يفعله الإيرانيون بإخواننا العرب من السنة والشيعة على حد سواء ، فما الذي ستفعله إيران إذا ما صدّرت ثورتها إلينا واستلمت زمام الأمور عندنا ؟؟ هل يريد لنا هؤلاء المتفرسون من أبناء جلدتنا .. أن نقتل ونهجر ونفرّس ؟؟ أم يريدون أن تمنع عنا اللغة العربية في شوارعنا !!
ولكن للأسف أن نجد في دولنا مقرات وممثلين لإيران ، في الوقت الذي يتعرض له إخواننا العرب في الاحواز إلى كل هذا العذاب ، ولا يعترض احد منا عما يجري هناك .. بل أن هناك حركة حثيثة تسعى لنشر التفرّس في بلادنا تحت مسمع ِ ومرأى الحكومات العربية العفنة ، ولا صوت ولا استنكار .. وهذا هو سبب حقدهم الدفين على صدام حسين – رحمه الله – الذي منعهم من تصدير ثورتهم كل فترة حكمه ..
بل والمحزن أن ترى الطبقة التي تدعي المفهومية من كتابنا ، أشباه المجانين .. مطبلة ومزمرة وراكعة وساجدة تحت أقدام هذا العدو، الذي يدعي أنه يسعى لنشر الإسلام .. فهل هذا هو الإسلام التي يريد أن ينشره مقابل محو أي شيء عربي !!! كما فعل الخبيث أتاتورك الذي منع الأذان باللغة العربية بعد أن قضى على الخلافة الإسلامية وحول الكتابة التركية التي كانت تكتب بالحروف العربية إلى الحروف اللاتينية !! أليس العرب المسلمون هم الذين أخرجوهم من عبادة النار إلى عبادة الله الواحد القهار ؟؟ – إذا كانوا فعلا قد تركوا هذه العبادة – فكافئوهم بمحاولة محو هذا العنصر العربي المسلم ، وتغير أي شيء يمت إلى العربية بصلة !!


فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟؟


أما آن لنا أن نستيقظ ونعلم مدى هذا الخطر القادم إلينا ، الم نشبع ذلا ونرتوي مهانة مما جرته علينا قيادتنا الحكمية ، أم أننا نريد أن نستجير من الرمضاء بالنار !!



احمد النعيمي
[email protected] ([email protected])

م. صبري النجار
13-04-2010, 09:26 PM
http://www.islamonline.net/images/arabic/templates/slogo.gif (http://www.islamonline.net/Arabic/index.shtml)
الأحواز.. عربستان التي سقطت من الذاكرة العربية (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout&cid=1178724166015)

باحثة في الدراسات الفارسية



ربما لم يكن أحد يسمع بهذا الشعب العربي قبل الثاني عشر من إبريل المنصرم 2005، وهو اليوم الذي بدأت فيه انتفاضة شعب إقليم "الأحواز" أو "عربستان" مطالبا فيها بحق تقرير مصيره واستقلاله عن الأراضي الإيرانية. والأحواز (عربستان) إقليم عربي -يقع على السواحل الشرقية للخليج العربي- وإن كاد يسقط من الذاكرة العربية. وعروبته لم تكن وليدة ظرف تاريخي معين بل ترجع في أصولها إلى الفترة "العيلامية" التي كانت أول حضارة نشأت في هذه البقعة بعد حضارة بلاد الرافدين بحوالي مائتي سنة. وفيه استقرت قبائل عربية جاءت في هجرات متتالية قبل الإسلام وبعده.







عروبة التاريخ والجغرافيا

حقائق كثيرة يمكن الاستناد إليها لإثبات عروبة إقليم الأحواز منها التاريخية والجغرافية. فيذكر "أحمد كسروي" في كتابه "تاريخ بانصد سال خوزستان" أي "تاريخ خوزستان في خمسمائة عام" أن التاريخ الجيولوجي لأراضي كل من الأحواز والسهل الرسوبي من العراق متماثل، حيث تكونا من ترسبات نهري دجلة والفرات ونهر كارون وتفرعاته؛ وهو ما أدى إلى ظهور الأراضي على جانبي شط العرب، وكونت بذلك مع سهول بلاد العراق وحدة قائمة بذاتها لها خواص مناخية متشابهة. ويؤكد أن العلاقات المكانية الطبيعية التي تربط بين عربستان وإيران تكاد تكون معدومة؛ إذ ليست هناك أي علاقة في التكوين الطبيعي بين سهل عربستان وهضبة إيران الجبلية.
ويذهب "موسى سيادت" في كتابه (تاريخ خوزستان أز دوره إفشاريه تا دوره معاصر) أي (تاريخ خوزستان منذ العهد الإفشاري إلى الآن) إلى الرأي نفسه حين يقول: إن مقاطعة أو إقليم الأهواز في العهد القاجاري 1210 هجريا يتكون من عدة مناطق، وكان لكل منطقة حاكمها المحلي الذي يحكمها، من جملة ذلك مناطق البختياريين تحكم من قبل الزعماء البختياريين، وكان المشعشعيون يحكمون الحويزة وما جاورها، وكان الكعبيون يحكمون جنوب غرب خوزستان حتى بوشهر، أما مدينتا دزفول وشوشتر فكان حكامهما من زعماء قبائل آل كثير العربية. ولم يخضع هؤلاء الحكام في أي يوم من الأيام لإدارة سلطة الدولة المركزية الإيرانية قط. وكانت الأحواز تدار بواسطة نوع من الحكومات المحلية التي تتمتع بالحكم الذاتي التي كانت تعرف بـ"الممالك المحروسة الأحوازية".
وكذلك تحدث الدكتور جمال زكريا في كتابه (الخليج العربي- دراسة لتاريخ الإمارات العربية) عن عربستان كواحدة من الإمارات العربية في الخليج العربي قائلا: "لا شك أن فارس قد استفادت من حكام هذه الإمارة -عربستان- في رد غارات الدولة العثمانية على المقاطعات الفارسية الجنوبية في وقت تردت فيه الدولة إلى مرحلة كبيرة من الضعف. والثابت أن فارس لم تمارس أي سيطرة فعلية على هذه الإمارة التي ظل يحكمها أمراء من العرب كان آخرهم الشيخ خزعل خان".

اختلفت الأسماء والإقليم واحد

وللإقليم عدد من التسميات، مثل: "الأحواز والأهواز وعربستان وخوزستان". ولكل مسمى تفسير. فالأحواز هي جمع لكلمة "حوز"، وهي مصدر للفعل "حاز"، بمعنى الحيازة والتملك، وهي تستخدم للدلالة على الأرض التي اتخذها فرد وبين حدودها وامتلكها. و"الحوز" كلمة متداولة بين أبناء الأحواز فمثلا يقولون هذا حوز فلان، أي هذه الأرض معلومة الحدود ويمتلكها فلان. وعند الفتح الإسلامي لفارس أطلق العرب على الإقليم كله لفظة "الأحواز"، وأطلقوا على العاصمة سوق الأحواز للتفريق بينهما. وكلمة الأهواز هي نفسها الأحواز، هكذا ينطقها الفرس؛ لأن اللسان الفارسي عند نطق "الحاء" يقلبها إلى "هاء".
وقد وردت لفظة الأهواز في أشعار العرب فنجد جرير يقول في أحد الأبيات:

سيروا بني العم فالأهواز منزلكم *** ونهر "تيري" ولم تعرفكم العرب

وتبقى الأحواز اسما عربيا لهذا القطر حتى عهد "إسماعيل الصفوي"، وربما في عهد ابنه "طهماسب" حيث أطلق الفرس عليه "عربستان" ويعني ذلك إقليم العرب. لأن كلمة "إستان" تعني بالفارسية "القطر" أو "الإقليم". ومهما اختلفت الآراء في هذه التسميات فهي تشير إلى أصل الإقليم وسكانه العرب الذين يكونون الأغلبية وهو دليل اعتراف من الفرس أنفسهم بعروبة هذه المنطقة وعدم تبعيتها لدولتهم.
ورغم محاولات الفرس للحيلولة دون إظهار الروابط المشتركة بين سكان ضفتي شط العرب، فإنهم فشلوا أمام وحدة التاريخ والوحدة الجغرافية وكذلك وحدة اللغة. وهناك العديد من الكتب التاريخية استخدم كتابها الفرس أو الإيرانيون التسمية الحقيقية للإقليم، وهي "عربستان" مثل: حبيب السير لـ"خواند مير"، وتذكرة شوشتر لـ"القاضي نور الدين شوشتري"، وسفرنامه لـ"نجم الملك"، وغيرها الكثير من المصادر التاريخية وكتب الرحالة.
أما "خوزستان" فهو الاسم الذي أطلقه الفرس على الإقليم وهو يعني بلاد القلاع والحصون تلك التي بناها العرب المسلمون بعد معركة القادسية، وسمي به الإقليم مرة أخرى بعد الاحتلال الفارسي بأمر من رضا شاه عام 1925م.
في إقليم الأحواز الكثير من المدن القديمة الجذور، العريقة في الحضارة والتي لها ماض تاريخي إلى جانب المدن الجديدة التي نشأت في الفترة الحديثة لعوامل متعددة منها تجارية ومنها سياسية. ومن أهم مدن الإقليم: "الأحواز" وهي العاصمة، والمحمرة، وعبادان، والحويزة، وتستر أو شوشتر، ومدينة السوس، والفلاحية ومسجد سليمان وغيرها.

الشعب العربي الأحوازي

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1188371096705&ssbinary=true
شعارات احتجاج عربية على الجدران



ويبلغ عدد سكان شعب الأحواز نحو 8 ملايين نسمة، كان 99% من أصل السكان عربا، ولكن هذه النسبة اختلت فأصبحت 95% من العرب، والـ5% الباقية من الفرس والقوميات الأخرى. وذلك بفعل سياسة الحكومة الإيرانية في تشجيع الفرس على الهجرة إلى إقليم الأحواز والاستيطان فيه، وفي تهجير العرب السكان الأصليين منه، لإضفاء الصبغة الفارسية على هذا القطر بهدف طمس هويته العربية.
وتعود جذور شعب الأحواز إلى العديد من القبائل العربية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: "بني كعب"، و"بني طرف"، وقبائل "آل سيد نعمة"، و"بني تميم"، و"آل كثير" وغيرها من القبائل، كما أن هناك أقليات دينية عربية مثل الصائبة والمسيحيين واليهود.
ومعظم العرب الأحواز يعتنقون المذهب الشيعي ويتحدثون باللهجة العربية بين النهرية، فيما يعتنق عرب الجزر والمواني الشمالية للخليج المذهب السني ويتحدثون باللهجة الخليجية وتفرض اللغة الفارسية كلغة رسمية للتعلم في الإقليم. ويلاحظ أن العديد من عرب "الأحواز" يقيمون خارج الإقليم، إما في دول الخليج أو في الدول الأوربية، وذلك لأسباب سياسية أو اقتصادية.
ويتميز عرب الأحواز بتاريخهم الأدبي ومخزون فقهي خاص بهم حيث صدرت لهم العديد من الأعمال المميزة بعد الإسلام في هذا المجال. وكانت النهضة الأدبية الثقافية الأحوازية قد بلغت ذروتها إبان حكم المشعشعين والكعبيين أواخر القرن السابع عشر، وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

الاحتلال الفارسي للأحواز

ترجع نكبة هذا الاحتلال الذي بدأ في عهد "رضا شاه بهلوي" إلى العام 1925م. وكان للاحتلال مقدمات داخلية تمثلت في ضعف أبناء الأحواز بما أصابهم من فقر وجهل ومرض وانخفاض مستوى المعيشة، وانعدام الوعي السياسي والاجتماعي، وسيطرة النفوذ الأجنبي، وكذلك التنكيل بالشيخ خزعل (كان أمير إمارة الأحواز من 1897 إلى 1925، وهو من الشخصيات البارزة في تاريخ العرب الحديث، وقد لعب دورا رئيسيا في أحداث منطقة الخليج والأحواز في الربع الأول من القرن العشرين).
أما العوامل الخارجية فقد تضافرت للإطاحة بإمارة الأحواز العربية، وتتمثل في النقاط الآتية:
1. الأهمية الاقتصادية للأحواز بعد ظهور النفط بها في عام 1908م، والموقع المتميز للإقليم على رأس الخليج العربي وسيطرته على كل موانيه، وهو كذلك يقع ضمن الجسر الأرضي الذي يوصل آسيا وأفريقيا وأوربا ببعضها البعض، والذي يعد الطريق الأقصر وهو يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي.
2. الظروف الدولية والإقليمية التي أوجدتها الحرب الباردة شجعت إيران على ممارساتها ضد الشعب الأحوازي، حيث كانت إيران في عهد "رضا شاه" كالابن المدلل للغرب، فانتهكت إيران أبسط حقوق "الأحوازيين" دون رادع.

الممارسات العنصرية الفارسية

وتتلخص الإجراءات التعسفية التي مارستها السلطات الفارسية ضد الشعب العربي الأحوازي -وما زالت حتى اللحظة- في الآتي:
• إلغاء مؤسسات الحكم العربي السياسية والإدارية والقضائية في الأحواز، وإعلان الحكم العسكري المباشر، حيث أقيمت الثكنات العسكرية والمعسكرات، وضم الإقليم إلى الأراضي الإيرانية.
• إنكار حق تقرير المصير للشعب الأحوازي، والحرمان من أبسط الحقوق والحريات السياسية التي تقضي بحق الشعب في المشاركة في حكم بلده سواء بصورة مباشرة أو بواسطة ممثلين عنهم.
• اقتطاع أجزاء من الإقليم وضمها إلى المحافظات الفارسية، وتغيير الملامح العربية للإقليم مثل تغيير اسمه من "عربستان" إلى "خوزستان"، وكذلك "تفريس" أسماء العديد من المدن وأسماء الشوارع والميادين بهدف طمس الهوية العربية.
• فرض الضرائب الباهظة على أبناء الأحواز واستخدام كل أنواع الاضطهاد ضدهم، كتهجيرهم إلى المدن الفارسية، وإحلال الأسر الفارسية محلهم بعد مصادرة أراضي وأملاك العرب.
• منع الحكومة الفارسية المحاكم "الأحوازية" من الترجمة للغة العربية وإليها، فوضعت بذلك أكبر عائق أمام المواطن الأحوازي لضمان حقوقه بمراجعة المحاكم.
• مصادرة جميع الكتب العربية الموجودة في الأحواز سواء ملك المكتبات أو الأشخاص، ومن ثم منع تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية على الرغم من وجود المادة 15 من الدستور الإيراني التي تنص على ضرورة تدريس لغة القوميات غير الفارسية في المدارس الابتدائية، ولكن السلطة الإيرانية لم تطبق هذه المادة رغم مرور 27 عاما على المصادقة عليها، وبصفة عامة إهمال شئون التعليم، وانعدام الرعاية الصحية.
• التباطؤ في عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب العراقية الإيرانية، والتجاهل المتعمد لمشكلة الألغام التي خلفتها تلك الحرب؛ الأمر الذي يتسبب في مقتل وجرح المئات من أبناء الأحواز، ذلك على الرغم من المساعدات المالية الدولية التي تتلقاها إيران في هذا المجال.
• حرمان الشعب الأحوازي من مياه الشرب والزراعة من خلال تحريف مسار روافد نهر "كارون" باتجاه المناطق الفارسية مثل "أصفهان"، أو من خلال السعي لتنفيذ مشاريع لتصدير هذه المياه إلى دول الخليج المجاورة.
• انتزاع الحكومة الفارسية الأراضي الزراعية من أصحابها العرب وإقامة مستوطنات فارسية تحت غطاء مشاريع صناعية زراعية مثل مشروع "قصب السكر".
• عقد الحكومة الإيرانية لاتفاقيات مع دول أو شركات أجنبية في مجال استثمار ثروات نفط الأحواز، رغم أحقية الشعب الأحوازي في التحكم في هذه الثروات.

المقاومة "الأحوازية"

ومنذ احتلال الإقليم تفجرت ثورات وحركات مقاومة "أحوازية"، وكانت البداية بعد 3 أشهر من الاحتلال بثورة شعبية سميت بـ"ثورة الغلمان"، وتوالت الانتفاضات والثورات مثل ثورة الحويزة 1928، وثورة بني طرف 1936، ومعركة الشيخ عبد الله بن الشيخ خزعل 1944، وثورة عشيرة النصار 1946، وغيرها الكثير.
وتنوعت مقاومة الشعب الأحوازي بين السلمي والعسكري. وقد تكون أول حزب سياسي منظم عام 1946 عرف باسم حزب السعادة، وبعدها تشكلت منظمات ثورية وسياسية أخذت على عاتقها مقاومة المحتل، ومنها: "منظمة الجماهير الثورية الأحوازية"، و"حركة التحرير الوطني الأحوازي"، و"الاتحاد العام لطلبة وشباب الأحواز"، و"المجلس الوطني الأحوازي"، و"الجبهة العربية لتحرير الأحواز"، وغيرها العديد من المنظمات الثورية الأخرى التي تأثرت بحركات التحرر العربية التي تكونت قبل وبعد ثورة الضباط الأحرار في مصر.

م. صبري النجار
14-04-2010, 03:14 PM
http://www.islamonline.net/arabic/arts/2005/05/images/pic03b.gif


هذه هي خريطة عربستان ( الأحواز) التي يسميها الإيرانييون الأهواز
ولعلنا نلاحظ ، أنها تمنع إطلالة إيران على الخليج العربي، أي أن الخليخ العربي محاط بقبائل عربية على ضفتيه الشرقية والغربية، أي أنه محاط بالعرب من كل اتجاه، ومن ثم لاحق لإيران في أن تطلق عليه زوراً "الخليج الفارسي" ، حيث لاتطل عليه شعوب فارسية إطلاقاً


ولعلنا نتذكر من هذه الخريطة ، كيف خسر العراق المسكين أراضيه أيام ضعف الدولة العثمانية، أثناء اعتداءات الدولة الصفوية الشيعية على أراضيه، وحتى في عصر الشاه محمد رضا بهلوي،، الذي وقع مع العراق اتفاقية الجزائر عام 1975 ، لكي تطل إيران على نهر شط العرب العراقي، فأصبج العراق محروماً من شواظئه الشرقة على الخليج العربي، ومحرومامن أن يمر النهر في أراضيه بضفتيه، حيث صارت إيران تقاسمة مياه شط العرب.


ولذا فكر العراق في أعقاب الثورة الإيرانية في استرداد بعض أراضيه من إيران في حربه ضدها، ولكنه تنازل عن كل مكتسباته بعد تحرير الفاو بسبب حرب الكويت عام 1991.

فتوح العربي
20-04-2010, 04:05 AM
ماشاء الله استاذي الفاضل
موضوع جميل لاينقصه سوي تفاعل اعضاء المنتدي
ليعلموا حقيقة غائبة عن اذهانهم سر الشعارات الثورية الايرانية
جوزيت خيرا استاذي الفاضل

م. صبري النجار
20-04-2010, 12:10 PM
موضوع جميل لاينقصه سوي تفاعل اعضاء المنتدي

ليعلموا حقيقة غائبة عن اذهانهم سر الشعارات الثورية الايرانية


أستاذ فتوح
شكراً على مرورك وتعليقك الكريمين، ولعلنا نعرف وجه إيران الحقيقي، ولعلنا نلتمس للعراق المسكين السبب في حربه ضد المحتل الإيراني، ليحرر شط العرب من احتلال إيران لشاطئها الشرقي، ذلك الاحتلال الذي أدى إلى حرمان العراق من الإطلالة على مياه الخليج العربي.
من يصدق أن العراق الحبيب محروم من شواطئ على الخليج العربي الآن ، بعد أن كانت عربستان ( الأحواز ) أرضا ً عراقية شرقي الخليج العربي بأكمله !!!!