المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ محمد رفعت



اميرة حبى انا
12-04-2010, 05:37 PM
الشخصية الثالثة
الشيخ محمد رفعت
هو: محمد رفعت محمود رفعت ولقب ب(المعجزة - قيثارة السماء - الروحاني - الرباني - القرآن (http://qjj1.com/)ي - كروان الإذاعة - الصوت الذهبي - الصوت الملائكي - صوت عابد - سوط عذاب و صوت رحمه
وهو أشهر من رتل القرآن (http://qjj1.com/) الكريم في التاريخ الحديث أي من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعد الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ، وأكبر وأعظم قارئ في عصره وحتى هذه اللحظة فلا يوجد صوت يضاهيه أو حتى يقاربه في جماله وقوته ورقته وخشوعه وعبوديته ، فلا يوجد من كبار قراء هذا العصر أو في عصره إلا وقد استمع وتعلم من الشيخ رفعت ، فقد أطرب الآذان وزلزل الأبدان ورقت القلوب وخشعت وعاشت مع هذا الصوت الرباني وصاحبه العفيف ذو الخلق الكريم فاستحق لقب ( معجزة السماء على الأرض)
كان الشيخ محمد رفعت من أول من أقاموا مدرسه للتجويد الفرقاني في مصر ((بلد إجادة التجويد ، فكما قيل : [القرآن (http://qjj1.com/) نزل بالحجاز وقرأ بمصر] ، وكانت طريقته تتسم بالتجسيد للمعاني الظاهرة القرآن (http://qjj1.com/) الكريم وإمكانية تجلي بواطن الأمور للمتفهم المستمع بكل جوارحه لا بأذنه فقط ، والتأثر والتأثير في الغير بالرسالة التي نزلت على محمد بن عبد الله رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه فقد كان يبدأ بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والبسملة والترتيل بهدوء وتحقيق و بعدها يعلو صوته فهو خفيض في بدايته ويصبح بعد وقت ليس بالطويل غالبا "عاليا" لكن رشيدا يمس القلب ويتملكه ويسرد الآيات بسلاسة وحرص منه واستشعار لآي الذكر الحكيم.
وكان جل اهتمامه بمخارج الحروف وكان يعطي كل حرف حقه ليس كي لا يختلف المعنى بل لكي يصل المعنى الحقيقي إلى صدور الناس ، وكان صوته حقا جميلا رخيما رنانا ، وكان ينتقل من قراءة إلى قراءة ببراعة وإتقان وبغير تكلف بعكس القارئين الذين خلفوه الذين يفتخروا بذلك ويتمادوا في ذلك بطريقة مبتذلة زائدة عن الحد وكان صوته يحوي مقامات موسيقية مختلفة وكان يستطيع أن ينتقل من مقام إلى مقام دون أن يشعرك بالاختلاف
كان الشيخ محمد رفعت قويا رقيقا خاشعا عابدا لله يشهد بوحدانية الله وصمديته ، فهو رجل [خشع قلبه فخشع صوته] فتجد الناس تبكي وتخشى الله عند ذكره لآيات الترهيب وتفرح بذكره آيات الترغيب ، لذا سمي [ بسوط عذاب وصوت رحمه] ، وعند سرده للقصص القرآن (http://qjj1.com/)ي يتفكروا في الآيات ويتدبروها ويعتبروا منها ، أما عندما يتصدق أي يقول صدق الله العظيم يندموا على بُعده ويتمنوا لو استمرت تلاوته أبد الدهر فهو صوت من الجنة .
مولده:
ولد الشيخ محمد رفعت يوم الاثنين 9مايو 1882م بحي المغربلين بالقاهرة ، وفقد بصره صغيرا وهو في سن الثانية من عمره ، فقد كان جميلا جدا عند ولادته ، وقيل أنه حسدته إحدى السيدات فقالت: له عيون ملوك فالعين حق [تدخل الجمل القدر وتدخل الرجل القبر] ، فأصيب بالعمى نتيجة مرض أصاب عينيه‏.
حفظ القرآن (http://qjj1.com/) في سن الخامسة ، حيث التحق بكتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب و درس علم القراءات وعلم التفسير ثم المقامات الموسيقية على أيدي شيوخ عصره.
توفي والده محمود رفعت والذي كان يعمل مأمور بقسم شرطة الخليفة وهو في التاسعة من عمره فوجد الطفل اليتيم نفسه مسئولا عن أسرته وأصبح عائلها الوحيد ، فلجأ إلى القرآن (http://qjj1.com/) يعتصم به ولا يرتزق منه، تولى القراءة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب سنة 1918م وهو في سن الخامسة عشرة ، فبلغ شهرة عظيمة ونال محبة الناس، وأفتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1934م ، وذلك بعد أن استفتي شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري عن جواز إذاعة القرآن (http://qjj1.com/) الكريم فأفتي له بجواز ذلك فافتتحها بقول من أول) سورة الفتح (إنا فتحنا لك فتحا مبينا)، ولما سمعت الإذاعة البريطانية بي بي سي صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن (http://qjj1.com/) ، فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتي الإمام المراغي - رحمه الله تعالى - فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام ، فسجل لهم سورة مريم.
ويروي عن الشيخ أنه كان رحيما رقيقا ذا مشاعر جياشا عطوفا علي الفقراء والمحتاجين ، حتى أنه كان يطمئن علي فرسه كل يوم ويوصي بإطعامه، ويروي أنه زار صديقا له قبيل موته فقال له صديقه من يرعي فتاتي بعد موتي، فتأثر الشيخ بذلك، وفي اليوم التالي والشيخ يقرأ القرآن (http://qjj1.com/) من سورة الضحي حتي وصل إلي قول (فأما اليتيم فلا تقهر) فتذكر الفتاة وانهال في البكاء بحرارة ، ثم خصص مبلغا من المال للفتاة حتي تزوجت.
وفاته:
أصيب الشيخ محمد رفعت في عام 1943م بمرض سرطان الحنجرة الذي كان معروفاً وقتئذ بمرض الزغطة و توقف عن القراءة ، وبرغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج إلا أنه اعتذر عن عدم قبول أي مدد أو عون ألح به عليه ملوك ورؤساء العالم الإسلامي ، وكانت كلمته المشهورة "إن قارئ القرآن (http://qjj1.com/) لا يهان".
فارق الشيخ الدنيا وانتقل إلى جوار ربه في 9 مايو عام 1950م وبكت الملايين على فراق أعز من أحبوه وأوجعت قلوبهم الفاجعة ومس قلوبهم وأسرهم بصوته الخالد في تسجيلاته ومسامع محبيه وشيع جنازته خلق كثيرون سائلين الله السميع العليم أن يغفر له ذنوبه ويرحمه ويدخله فسيح جناته ويجمعهم به في الجنة ، فهو مؤمن ناطق بالشهادتين وبالقرآن (http://qjj1.com/) العظيم نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً